الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

صلاح عبدالصبور.. نجم يضيء "معرض الكتاب"

صلاح عبد الصبور
صلاح عبد الصبور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي، ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعد واحدًا من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، وفي التنظير للشعر الحر. 
وتنوعت المصادر التي تأثر بها إبداعه من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي، مرورًا بسير وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي، اللذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته في بعض القصائد والمسرحيات، إنه الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور.
استفاد عبدالصبور من منجزات الشعر الرمزي الفرنسي والألماني "عند بودلير وريلكه" والشعر الفلسفي الإنجليزي "عند جون دون وييتس وكيتس وت. س. إليوت بصفة خاصة"، ولم يُضِع عبد الصبور فرصة إقامته بالهند كمستشارا ثقافيًا للسفارة المصرية بل أستفاد من كنوز الفلسفات الهندية ومن ثقافات الهند المتعددة. 
وتحتفي به الدورة الـ48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب نظرًا لمنتجه الادبي المتميز، إذ اختارته إدارة المعرض كشخصية العام، على أن يُعاد طبع أعماله التي تتنوع ما بين الشعر، والمسرحيات الشعرية، والدراسات النقدية، والأعمال والكتابات المترجمة.
ويعد محمد صلاح الدين عبد الصبور، المولود بمدينة الزقازيق بالشرقية في مايو 1931، أحد رواد حركة الشعر العربي الحر، إذ يعتبر من المحدثين في الشعر، تأثرًا بعدد من شعراء الغرب، ولعل أبرزهم الشاعر الأسباني لوركا.
تخرج عبد الصبور بكلية الأداب جامعة القاهرة، قسم اللغة العربية، وضمه أستاذه أمين الخولي إلى جمعية الأمناء والتي تحولت بعد ذلك إلى "الجمعية الأدبية" التي كان لها تأثير كبير على حركة النقد والأدب في مصر.
بدأ عبدالصبور بنشر أول قصائده في الصحف بقيدة "شنق الزهران" وتبعها بعدد من القصائد التي أسفرت عن ديوان الأول تحت عنوان "الناس في بلادي".
وأسفرت مسيرته الشعرية عن عدة دواوين أخرى تحمل عناوين: "أقول لكم، والناس في بلادي، وتأملات في زمن جريح" الإبحار في الذاكرة،، علاقة عبد الصبور لم تتوقف عن الدواوين بل شملت تنظيرًا للشعر ومنها:" حياتي في الشعر" و"قراءة قديم لشعرنا القديم" كما ألف عدة مسرحيات شعرية مثل: "بعد أن يموت الملك، والأميرة تنتظر، ومأساة الحلاج" و"ليلى والمجنون". 
وتطورت علاقته بالشعر إلى حد ترجمات المسرحيات الشعرية للكاتب الأسباني لوركا الذي عرف عنه تأثره الشديد به، فأسفرت قراءاته إلى ترجمة مسرحية "حفل كوكتيل" للكاتب أليوت، و"سيد البنائين" للكاتب النرويجي هنري إبسن، ومسرحية يرما للشاعر الأسباني للشاعر لوركا.
غلب على أعمال عبدالصبور الأبعاد السياسية والثقافية، ففي مسرحية" مأساة الحلاج" التي يغلب عليها البعد السياسي، حاول إبراز العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة كما تطرقت لمحنة العقل، فيما حاول في أعمال آخري تبسيط أفكار بعض رموز المتصوفة.
لم يحالف النجاح عبد الصبور في مسيرته الإبداعية فقط، ولكن في حياته العملية، إذ بدأ حياته كأستاذ للغة العربية، وعمل بعدها صحفيًا بجريدة "روز اليوسف" و"جريدة الأهرام"،انتقل بعدها إلى وزارة الثقافة، فتدرج في المناصب من إدارة التأليف والترجمة والنشر، ثم رئيسًا لتحرير مجلة السينما والمسرح، ونائبًا لرئيس تحرير مجلة الكاتب، ثم عمل مستشارًا ثقافيًا بسفارة مصر بالهند، ورئيسًا للهيئة المصرية العامة للكتاب، وخرج خلال رئاسته العديد من الكتب والإصدرات التي أثرت الحياة الثقافية المصرية، بأسعار زهيدة في متناول الجميع، فلم تعد الثقافة حكرًا على الأغنياء.
كان عضوًا بالمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للصحافة، ومجلس اتحاد الكتاب، ومجلس أكاديمية الفنون، واتحاد الإذاعة والتليفزيون.