طالبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، بتوخي الحذر من استفزاز الصين بشأن التجارة والحق في الأراضي، حتى لا تتحول وتتصاعد إلى نزاع مسلح.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني – أن الصين لم تبتكر النظام (المركنتلي)، الذي يجسد اهتمام الدولة بتنمية ثروتها من المعادن النفيسة كالذهب وبنزعة المتاجرة على حساب أي شيء آخر، والذي يتصدى له ترامب؛ بل إنها نسخت هذه الاستراتيجية من جيرانها.
وقالت الصحيفة: إن اليابان وكوريا الجنوبية ازدادتا غنى بالترويج لصادراتهما في الوقت الذي تحميان فيه صناعاتهما..مشيرة إلى أن كلتا الدولتين تلاعبتا في قيمة عملتيهما، وأغرقتا اتحادات تجارية لها صلة بالسياسة بالمزايا مما أدى لإضعاف المنافسة المحلية.
وأضافت: أن هناك اختلافا كبيرا واحدا بين هذين الاقتصادين إلى جانب تايوان وسنغافورة وغيرها من الدول في آسيا، الذين يعتبرون أصدقاء وحلفاء للولايات المتحدة، وبين الصين التي تعد منافسا استراتيجيا وعسكريا لها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا ما يزيد من المخاطر بشأن مواجهة تجارية تلوح في الأفق بين الولايات المتحدة والصين، لافتة إلى أنه عشية يوم تولي ترامب مهام منصبه فإن السؤال الذي يحير هذه المنطقة من آسيا هو: ما إذا كانت الاستفزازات بشأن التجارة والأراضي قد تصل إلى حد النزاع العسكري أم لا.
ولفتت إلى اقتراح المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون - خلال جلسة استماع بالكونجرس لمنع الصين من الوصول إلى جزر صناعية بنتها بطول ممرات بحرية في بحر الصين الجنوبي - كان صادما بشكل كبير، حيث من شأنه أن يعني حصارا بحريا لما تعتبره بكين أرضا تخضع لسيادتها – وهو بمثابة عمل من أعمال الحرب.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في حين يدفع مستشارو ترامب الأكثر ميلا لاتخاذ مواقف متشددة بأن الولايات المتحدة مستعدة لحرب تجارية مع الصين؛ لا يرى نظراؤهم الصينيون سببا لإقامة هدنة؛ بل على العكس؛ فهم ينظرون إلى انتخاب ترامب كدليل على أن المجتمع الأمريكي، الذي يشهد انقساما عميقا، هو الآن في أزمة، وأن أيام الولايات المتحدة كقوة مهيمنة عالميا أصبحت معدودة، لذلك فهم يعتقدون بأنه وسط تفكك أوروبا فإنها فرصة تاريخية لإعادة تشكيل النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن الاختيار ما بين الوقوف إلى جانب أمريكا أم الصين بات الكابوس الذي يؤرق دول منطقة آسيا – المحيط الهادئ، معتبرة أنه ليس بإمكانها سوى الأمل بألا تتحول حرب تجارية، من المؤكد نشوبها، إلى نزاع مسلح.