الخطر زاحف على الأطفال، فجأة قررت بعض المستشفيات والمراكز الحكومية
المتخصصة وقف إجراء جراحات قلب الأطفال الأقل من 8 كيلو " بعد نقص الرئات
الصناعية والوصلات الشريانية والصمامات والأنسجة والخيوط اللازمة للجراحات،.. ماذا
يحد ث؟ يحدث كارثة في وقت يولد فيه ما يزيد عن 60 ألف طفل بعيوب خلقية في القلب
سنويا، وان اكثر من 15 ألف طفل في قوائم الانتظار لإجراء عمليات نصفهم يودعون
الحياة قبل إجراء جراحاتهم.
أحمد. م، فلاح، رزق بطفل مصاب بمرض القلب، تردد على مستشفى أبو
الريش طيلة ثلاثة أشهر لإجراء جراحة، وتركيب صمامات له ولم يحالفه الحظ واستيقظ على
وفاة رضيعة الذي لم يقوى على التحمل في قوائم الانتظار وفارق الحياة، وغير هذه
الحالة، حالات كثيرة مشابهة فقدت حياتها في طوابير الانتظار في غياب رقيب.
هنا يستنكر الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس،
وعضو مجلس نقابة الأطباء، ما يواجهه الطفل المصري بسبب نقص الدواء، ويقول: إن
الأزمة فى عدم توريد مستلزمات طبية للمستشفيات بشكل يكفي، وتابع هناك لغط في
الموضوع واضاف، كان من المفترض عمل مناقصات للمستشفيات وقيل انه صدر امر بعدم عمل
هذه المناقصات ولم يتم عملها وقيل أنه سيتم عمل مناقصة مجمعة ثم فوجئنا أن وزير
الصحة يقول: إنه تم عمل مناقصة مع القوات المسلحة فى الخارج، مضيفا أننا نستغرب
تدخل وزارة الصحة فى قيامها بالتوريد والرقابة فى نفس الوقت.
أكد سمير، أن هناك نواقص كثيرة فى المستلزمات الطبية المطلوبة
فى جراحات القلب وهناك مراكز كبيرة بدأت تعمل ايام قليلة لقلة المستلزمات الطبية
وهى أكبر ثلاثة مراكز لجراحة القلب وهى مستشفى أبو الريش الجامعي ومستشفى أطفال
مصر التابعة للتأمين الصحي وأكاديمية عين شمس التابعة لجامعة عين شمس، مضيفا أنه
بعد أن أعلنا عن النواقص بدأت حملة تبرعات بالفعل لمستشفى أبو الريش الجامعي فقط،
مضيفا أن النواقص شديدة فى الرئات الصناعية والوصلات الشريانية للأطفال أقل من 8
كيلو وكلها مستوردة، إضافة إلى الأنسجة المستخدمة داخل القلب سواء الوصلات أو
الرقع أو خارجه وأنواع معينة من الخيوط التي تحتاج تقنية عالية جدا والأبر الصغيرة
جدا وكلها مستوردة وبها مشاكل بسبب أزمة الدولار، بالإضافة إلى المشكلة الأصلية
بالمستشفيات وهى ميزانياتها الضعيفة جدا"، مؤكدا أن نصف المرضى
"معرضون" للوفاة، وقال: إن عدد الأماكن وعدد الأسرة وغرف العمليات
والعناية المركزة أقل من العدد المطلوب، ولفت إلى انه يولد أكثر من 30 ألف طفل
سنويا يكون لديهم عيوب خلقية فى القلب، إضافة إلى ولادة 30 الف طفل اخرين لديهم
امراض قلب مكتسبة كل عام ايضا، ونحن كل قدراتنا سواء المستشفيات العامة والخاصة
معا أن تجرى حوالى 4 آلاف حالة فقط كل عام، في الوقت ذاته لدينا ما يقرب من 15 الف
طفل من هؤلاء الأطفال يحتاجون لإجراء عمليات يتوفى منهم على الاقل من 4 الاف الى 5
الاف طفل نظرا لعدم التبكير والإسراع فى إجراء عمليات لهم أو رعايتهم بعد الولادة
غير كاملة فجزء كبير من هذه العمليات هى ضعف الإمكانيات.
أضاف استاذ جراحة القلب، أن كل الأطفال مؤمن عليهم والكبار
يأتون بقرارات على نفقة الدولة وينتظرون الدور حتى يجروا العملية ومنهم من لا
يتحمل حتى يأتي دوره ويتوفى قبل أن يجرى العملية، موضحا أنه يأتى إلينا أفراد لابد
وأن يجرى لهم عملية على وجه السرعة ولا نستطيع لأننا لدينا نقص بين المطلوب
والموجود لا يعترف به احد ووزير الصحة لن يعترف به لأنه لو اعترف به سيكون مسئولا
امام الراي العام والحكومة عن سد هذه الفجوة فوزارة الصحة غير معترفة بنقص
المستلزمات والمحاليل وغيرها من النواقص.
تابع استاذ جراحة القلب، ان الأغرب أن دواء لتقوية عضلة القلب
يسمى " ميلرينون " يستخدم قبل الجراحة أو بعدها، متوافر وموجود منذ 15
عاما والعالم كله يستخدمه ولان هذا الدواء غالى الثمن "الامبولة منه بـ 500
جنيه" إلا ان وزارة الصحة رفضت تسجله وبالتالي يلجأ المريض لشراء الدواء
المهرب الغير معروف مصدره ونضطر نستخدم فى بعض الحالات أشياء توقف العالم كله عن
استخدامها كبدائل لان الدواء الأصلي غير موجود، وتابع وهناك دواء " البروستين
" ايضا وهو دواء لو لم يأخذه الأطفال المصابين بعيوب خلقية سيموت أغلبهم فى
أول أام الولادة هذا الدواء ايضا غير موجود والأمبولة منه ثمنها 400 الى 500 جنيه، ورفضت وزارة الصحة تسجيله أيضا حتى لا تكون مجبرة وحاليا يتم بيعه مهرب فى مصر.
وأكد الدكتور وليد عباس أستاذ جراحة القلب بالمعهد القومى للقلب، أن المعهد
متوقف حاليا لأنه يمر بمراحل تطوير من أكثر من عام ولم يتم الانتهاء منه حتى اليوم
وكان التطوير مقررا له الانتهاء فى شهر يناير 2016 ولا أحد يسأل، مضيفا أن هناك
بعض المستشفيات الكبيرة فى مصر متوقفة بالفعل عن عمل جراحات القلب نظرا لقلة
المستلزمات الطبية وهذا يرجع سببه أن الشركات كانت تورد بالأسعار القديمة
للمستشفيات ومع زيادة سعر الدولار زاد سعر هذه المستلزمات وبالتالي توقفت هذه
الشركات عن التوريد للمستشفيات بالمناقصات القديمة وبالتالي فالمستشفيات التى
لديها ستوك " مخزون " فلازالت تعمل والتى انتهى مخزونها توقفت بالفعل.
ومن ناحية المستلزمات الناقصة، قال عباس: إن أهمها الصمامات بها
ازمة كبيرة اضافة الى المؤكسدات التى تستخدمها ماكينة القلب الصناعي، مضيفا اننا
بالفعل فى ازمة كبيرة ونتمنى ان تحل سريعا، موضحا ان مريض القلب كنا نضعه على
قوائم الانتظار حتى يتم عمل قرار له على نفقة الدولة ولكن مع نقص هذه المستلزمات
ستزيد قوائم الانتظار اكثر فاكثر، مشيرا الى أن تأخر إجراء مريض القلب للعمليات
سيعرضه للمضاعفات، فمريض الصمامات لو لم يجر له العملية سيتعرض لجلطة مدمرة تؤدى
للوفاة فى الحال.
وكشف الدكتور أحمد كمال أستاذ امراض القلب بكلية
الطب جامعة الأزهر، أن الفترة الحالية تشهد نقصا صارخا فى القسطرة كالقساطر
التشخيصية والقساطر المرشدة والأسلاك المرشدة وأنواع من الدعامات وأيضا الرئة
الصناعية والصمامات وغيرها بسبب أزمة ارتفاع أسعار الدولار لأنها كلها مستوردة، وأن
الشركات لم يكن لديها خزين قبل ارتفاع أسعار الدولار وبالتالي ظهرت الأزمة اكثر
حاليا.
اضاف كمال، أن مرضى القلب بالأخص كلها حالات مزمنة
والأدوية التى يتناولها لابد وأن تكون موجودة ولا تحتمل التأخير وأي نقص بالدواء
يعرض المرضى للموت المحقق، مضيفا أن كل الأدوية المستوردة بها نقص شديد بالفعل،
مطالبا بتنويع مصادر الاستيراد في الأدوية وتسهيل الحكومة للمستوردين، مؤكدا أنه
حتى الآن لم نصل لمرحلة الاختفاء الشديد، ولكننا سنصل لهذه المرحلة لو لم تتحرك
وزارة الصحة واستيراد هذه المستلزمات الطبية والمستلزمات.