يبدو أن المصريين محسودون، فرحتهم لا تكتمل أبدًا، في كل مناسبة سعيدة يظهر من يضرب "كرسي في الكلوب"، يُحَوّل الفرح إلى حزن، حدث هذا بعد صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، ففي اللحظة التى كان فيها المصريون يتبادلون التهاني، وقامت المقاهي بتشغيل أغنية الفنانة العظيمة شادية "مصر اليوم في عيد"، يخرج علينا بعض أعضاء مجلس النواب، ليعلنوا أن البرلمان لا علاقة له بالحكم، وأن الدستور ينص فى مادته 151 على أن البرلمان فقط مختص بمناقشة المعاهدات الدولية، وتمادى بعضهم في الأمر بالقول أن البرلمان سوف يتعامل مع الحكم كأنه لم يكن.
لا أعلم لماذا لم يصبر هؤلاء النواب قليلا حتى يفرح المصريون يوما كاملاً، ثم نناقش بعد ذلك الموقف الدستوري؟ وهل النواب طبقوا الدستور في كل شيء حتى يتمسكوا بتطبيقه في تلك القضية؟ ولماذا لم يتمسك هؤلاء بتطبيق الدستور لإجبار الحكومة على عرض اتفاقية قرض صندوق النقد الدولي على البرلمان أولاً.
ما أفزعني حقًّا في تلك القضية، إعلان بعض الإعلاميين والسياسيين الذين نصبوا أنفسهم كمدافعين عن الرئيس عبدالفتاح السيسي فى الفترة الأخيرة، أن الحكم شهادة للرئيس بأنه لم يتدخل فى القضية، ويتفاخرون بأن الرئيس كان يمكن أن يتدخل لتغيير الحكم، ولكنه رفض، وكأن الطبيعي أن يتدخل الرئيس فى القضاء لإصدار الأحكام التي ترضيه، هم لا يعلمون أنهم يسيئون للرئيس، يبثون أفكارًا مسمومة أن الرئيس بيده التدخل فى القضاء لتغيير الأحكام، ويجعلون الشعب يشكك فى الأحكام القضائية بعد ذلك.
أقول لهؤلاء الإعلاميين والسياسيين الذين أعتبرهم قوى الشر الجديدة: أفعالكم تؤذي ولا تنفع، فابعدوا عن الرئيس يرحمكم الله.
