السبت 26 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

وسائل إعلام أمريكية ترصد تحديات تنفيذ الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصدرت أنباء توصل إيران والقوى الدولية الكبرى إلى اتفاق في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني عناوين كبريات وسائل الإعلام الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين؛ حيث رأت بعضها أن هناك تحديات صعبة سوف تقف أمام الجانبين، في حين ركزت أخرى على ردود الفعل في الشرق الأوسط وإيران إزاء هذا الأمر.
فمن جانبها، ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن نشوة إبرام الاتفاق النووي التاريخي مع إيران أفسحت الطريق أمام حقيقة واقعية أخرى ظهرت أمس عندما اختلف الجانبان على بند أساسي من بنود الاتفاقية، في حين هدد نواب الكونجرس الأمريكي الذين تشككوا في صدق نوايا إيران بإحباط هذا الاتفاق.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني - إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما سارعت بمحاولة إقناع حلفائها العصبيين، وخاصة إسرائيل بالاتفاقية، كما بدأت في إقناع نواب الكونجرس بعدم المضي قدما في فرض عقوبات اقتصادية جديدة قد تدفع إيران إلى وقف تجميد برنامجها النووي، وهو البند المنصوص عليه في الاتفاق والذي يشترط تجميد النشاط النووي لمدة ستة أشهر.
وأشارت إلى إشادة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالاتفاق وتصريحه بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتقدون بأن هذا الاتفاق سيلزم إيران إما بالامتثال ببنوده أو سيجعلها تواجه العقوبات التي أضرت باقتصادها وعرقلت أدائه.
وأضاف كيري، عقب قيام إيران ومجموعة دول (5+1) – التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وألمانيا بكشف النقاب عن إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، أن المرحلة القادمة ستكون أصعب..ولكنها ستكون أيضا ذات تداعيات أكبر.
وأوضحت (واشنطن بوست) أن اتفاق جنيف لاقى دفعة مهمة أمس؛ عندما خرج أحد الأعضاء البارزين بمجلس الشيوخ الأمريكي بجانب المؤيدين لمسألة فرض عقوبات على إيران ليعلن إمكانية تأجيل فرض عقوبات جديدة لمعرفة ما إذا كانت إيران ستفى بتعهداتها، فيما قال السيناتور روبرت منديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس إن الاتفاق لم يقدم ما يكفى لوقف البرنامج النووي الإيراني، وأوضح أن المجلس لن يوقف الاستعدادات لفرض عقوبات جديدة على إيران في حال فشلت المحادثات.
بدورها، ذكرت صحيفة (يو اس ايه توداي) أنه بغض النظر عما إذا كانت إيران ستفى بتعهداتها أم لا، فإن الاتفاق المبرم بينها وبين القوى الدولية بشأن برنامجها النووي سوف يغير ملامح الشرق الأوسط بشكل جذري/ وفقا لتصريحات محللين ومراقبين/.
واستهلت الصحيفة تقريرها، الذي بثته على موقعها الالكتروني، بذكر تصريحات رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله العسكر؛ حيث أبدى تخوفه من إمكانية أن تكون إيران وافقت على التخلي عن شىء ما في مقابل الحصول على شئ آخر من القوى الكبرى يتعلق بالسياسات الإقليمية.. بمعنى أن تحصل طهران على مساحة وحرية أكبر في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أنه بينما يشيد الغرب بالاتفاق نظرا لأنه أبعد العالم عن مواجهة عسكرية محتملة مع إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، ساد الصمت العديد من العواصم العربية السنية ومن بينها الرياض والكويت والدوحة وعمان والقاهرة ولم يصدر منها اي تعليقات.
وبالنسبة إلى رد فعل إسرائيل، أشارت الصحيفة إلى تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اعتبر ما حدث في جنيف خطأ تاريخيا وليس اتفاقا تاريخيا، وذلك قبل أن يتلقى اتصالا هاتفيا من أوباما أكد فيه الأخير التزام بلاده بأمن إسرائيل التي لديها أسباب كبيرة للتشكك في نوايا إيران.
وتناولت ردود فعل منتقدي الاتفاق، حيث اعتبروا أن الاتفاق على وقف الأنشطة النووية الإيرانية لمدة ستة أشهر لا يعني أن إيران ستجمد أو توقف إنتاج الوقود النووي امتثالا لقرارات مجلس الأمن الدولي بل يعني أن بإمكانها استئناف تخصيب اليورانيوم فيما بعد.
وقالت (يو اس ايه توداي) إن هناك محللين في الشرق الأوسط يرون بأنه رغم دور الولايات المتحدة في محادثات جنيف التي أدت إلى الاتفاق، تبقى هناك سحب وغيوم تجتاح الشرق الأوسط من إمكانية أن يتمخض ذلك عن تراجع الولايات المتحدة عن دورها الإقليمي كضامن أساسي للأمن في المنطقة.
وفي سياق متصل، سلطت مجلة (تايم) الضوء على ردود فعل الشارع الإيراني إزاء الاتفاق؛ حيث سادت أجواء تفاؤلية عموم البلاد وانهالت تغريدات التهنئة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) التي أكدت معظمها على انقشاع العقد المظلم الذي عاش فيه الإيرانيون بداخل جنيف.
ومع ذلك، أوضحت (تايم) – في تقريرها الذي بثته على موقعها الألكتروني- أن الأصوات المتشددة في إيران ربما لا تكون سعيدة بالاتفاق كباقي الشعب الإيراني ولكنها قد تحافظ على الهدوء نظرا لحقيقة أن الحكومة الإيرانية ما كانت لتبرم اي اتفاق مع المجتمع الدولي من دون الحصول على موافقة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.
وأفادت المجلة الأمريكية أن هذا الاتفاق يفسح الطريق أمام المزيد من المفاوضات المكثفة بين الجانبين حول شكل ومستقبل البرنامج النووي الإيراني، فهذه المحادثات – التي ترمي إلى ضمان الطبيعة المدنية للبرنامج الإيراني- قد تنعقد خلال الأشهر الستة المقبلة ،غير أن نتائجها لن تكون مضمونة بأي حال من الأحوال.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أكد في تصريحات أذاعتها وسائل الإعلام قبل التوقيع على الاتفاق أن بلاده تحاول حل كافة المشكلات الخاصة بالنزاع النووي في إطار القواعد الدولية والتوضيح للعالم بشكل أكبر أنها لا تريد إنتاج أسلحة دمار شامل.