تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
"ولا أي
اندهاش".. لعل هذا هو التعليق الأنسب على مفاجأة طارق عامر محافظ البنك
المركزي التي خرج على ملايين المصريين من خلالها، معلنًا عدم الالتزام بتطبيق الحد
الأقصى للأجور، الذي تم تحديده بقيمة 42 ألف جنيه شهريا، على موظفي البنوك بحجة أن
الكفاءات النادرة بالبنك المركزي فقيرة وغلبانة "يا ولداه" قياساً
بالمواطن الغنى المترف، الذى يرفل في النعيم إلى درجة التبذير.
وإذا سألتموني عن سر عدم اندهاشي من كلام السيد طارق
عامر، سأقول لكم بمنتهى الصراحة لأن المسئول اللي يغرق اقتصاد بلده بهذه الصورة
ليس بعيداً عنه عمل أي شيء آخر.. فقد استبشرنا خيراً حين تولى محافظ البنك المركزي
المنصب، حيث كان ملء السمع والبصر وقدموه إلينا على أنه "حلال العقد"،
وأن هذا هو الرجل المناسب في المكان المناسب، وأنه هو اللي "هيجيب الدولار
الأرض"، وأن "الجنيه هياخد الدولار ورا مصنع الكراسي"، كما وصف
البعض حالة انبهاره بعبقرية وفذاذة طارق عامر.
وللأمانة.. فإن الرجل لم يقصر في تصريحاته، حيث خرج
عيلنا على إحدى الفضائيات معلناً أن الدولار هيبقى بـ 4 جنيهات .. وحكى لنا قصة
زوجته اللي "حطت في بطنها شادر بطيخ" من فرط استبشارها واطمئنانها على
مستقبل الاقتصاد المصري بين يدي زوجها العبقري.
ومرت الأيام وتوالى انهيار الجنيه المصري الفقير
الغلبان أمام باقي العملات الأجنبية، حتى وصل سعر الدينار الكويتي لأكثر من 60
جنيها مصريا.. وهنا خرج علينا "الجهبذ" طارق عامر بقراره التاريخي
بتخفيض قيمة العملة المحلية بنسبة 48% أمام باقي العملات وتعويم سعر صرف الجنيه
تبعاً لقوى العرض والطلب بالأسواق بسعر ابتدائي 13.5 جنيه.. معلنًا أن هذه هي
الضربة القاضية التي ستغلق السوق السوداء وتدمر مكاتب الصرافة تدميراً، وأنها
كفيلة بجذب الاستثمارات الأجنبية لدرجة أننا "مش هنلحق ناخد أنفاسنا".
وكالعادة.. خرج محافظ
البنك المركزي بإحدى الفضائيات، معلناً على المشاهدين فرحة السيدة حرمه بهذه
الضربة القاضية المباغتة ثلاثية الأبعاد بهذا القرار "العبقرينو" ليه
بأه.. لأن الوديعة بتاعة جنابها، اللي إحنا ما نعرفش هي أد إيه، هتزيد وتربرب
وتنتفخ كدة.. خصوصاً أن سعر صرف المأسوف على شبابه الجنيه أمام المفتري الدولار
وصل إلى 18.5 جنيه خلال أقل من شهرين.
وإحنا طبعاً، كالعادة
برضه، عملنا بأصلنا ولا نطقنا بكلمة واحدة وقلنا خلينا ماشيين وراه يمكن في الآخر
تحصل المعجزة وتقوم قومة للجنيه الغلبان.. لكن ويااحسرتاه.. لم نجن من كلام طارق
باشا عامر غير الغلاء الفاحش ولم يزد المواطنين إلا نكبة ونقمة على اشتعال الأسعار،
وكأننا بنأذن في مالطا.. وف الآخر يطلع علينا جناب محافظ البنك المركزي يقول لنا
42 ألف جنيه مش كفاية للموظفين الغلابة بتوعه ولازم نلغي الحد الأقصى علشان يقدروا
يواجهوا غلاء المعيشة.
طيب وباقية الشعب اللي
مرارته اتفقعت من كتر أكل الفول والطعمية و"البتنجان" المقلي بزيت
العربيات.. كل دول طبعاً مش مهم ولازم يستحملوا الظروف الصعبة والقرارات الجهنمية لسيادة
محافظ البنك المركزي.. أهم حاجة أن السيدة حرمه تكون سعيدة و"مزأططة"
وأن موظفينه يكونوا راضيين عنه.. وطز في الشعب.. بصراحة يعني "متشكرين"
منك يا طارق باشا ويجعله "عامر".