تقيم جمعية المحافظة على التراث المصرى برئاسة المهندس ماجد الراهب بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة لقاءا لتدشين حملة "مصرى وأفتخر" صباح غد الأحد 15 يناير بالمجلس الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا.
وفى ضوء هذه الحملة صرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء ومقرر إعلام جمعية المحافظة على التراث المصرى أن عناصر التفرد الموجودة بمصر تؤكد النسيج الواحد من منطلق حقائق أثرية معمارية وفنية ونقوش صخرية ووثائق ومن الدلائل المعمارية دير سانت كاترين المسجل كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والمسجل ضمن قائمة التراث العالمى (يونسكو) عام 2002 يعتبر من أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان ولقد بنى الإمبراطور جستنيان الدير ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة وبنى المسلمون الجامع داخل الدير أيام الخليفة الآمر بأحكام الله الفاطمى 500هـ 1106م
ويضيف د. ريحان أن معظم المخطوطات العربية المسيحية بمكتبة دير سانت كاترين متأثرة بالحضارة الإسلامية فنجدها تستهل بالبسملة "بسم الله الرحمن الرحيم"وتختتم بالحمد لله وتؤرخ بالتقويم الهجرى وتبدأ أسفار الكتاب المقدس فى كثير من المخطوطات كالآتى (بسم الله الرحمن الرحيم نبتدى بعون الله ونكتب أول سفر )، كما أطلق على كثير من الرسل والقديسين المسيحيين اسم (المصطفى) بدلًا من كلمة البشير أو الإنجيلى كما إزدانت كثير من تلك المخطوطات وأغلفتها بنقوش ورسوم وزخارف على هيئة طيور وأزهار وتوريقات نباتية وإطارات على النسق العربى
ويشير د. ريحان إلى أن هناك العديد من المواقع الحضارية بطور سيناء التى تؤكد التعايش الحضارى ومنها جبل الناقوس الذى يبعد 13كم شمال غرب طور سيناء 10كم شمال جبل حمام موسى ويشرف على خليج السويس وهو جبل من الصخور الرملية الرسوبية استغله الحجاج المسيحيون والقوافل التجارية العربية كمكان للراحة والتزود بالطعام وأثناء ذلك نقشوا ذكرياتهم وأسمائهم وأدعيتهم على أجزاء متفرقة من هذا الجبل وتجاورت النقوش المسيحية باللغة العربية مع النقوش العربية بالخط الكوفى على نفس الصخرة لعبورهم سويًا فى أمان لهذه الطرق فتجاورت الآيات القرآنية ونص الشهادة والصلاة على النبى عليه الصلاة والسلام وطلب المغفرة والرحمة مع الأدعية المسيحية وطلب الغفران كما نقشت على الجبل أسماء لعائلات مسيحية تقطن الطور بتل الكيلانى متجاورة مع منازل المسلمين
ويوضح د. ريحان أنه منذ عام 1885م كان طريق الحجاج المسلمون والمقدّسون المسيحيون مشترك حيث يركب الاثنين معًا نفس الباخرة من القلزم (السويس) إلى ميناء الطور ومنه يزورون سويًا الأماكن المسيحية والإسلامية ويسجلوا نقوشهم على جبل الناقوس ثم يتجهوا معًا إلى دير سانت كاترين عبر وادى حبران وهو مركز التقديس بسيناء حيث تتم رحلة المقدّسون بزيارة الدير وصعود الجبل ورحلة المسلمون بزيارة الجامع الفاطمى داخل الدير وتركوا نقوشهم على المحراب وصعود الجبل لزيارة الجامع الفاطمى أعلى الجبل ثم يستكمل المسيحيون طريقهم إلى القدس لاستكمال التقديس ويعود الحجاج المسلمون إلى ميناء الطور ليستكملوا رحلتهم فى االبحر الأحمر إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة
وينوه د. ريحان لوجود ثلاث مواقع بالقاهرة تؤكد هذا المعنى الأول مجمع الأديان بمصر القديمة والثانى واجهة المتحف القبطى حيث اختار مؤسس المتحف القبطى مرقص سميكة باشا واجهة جامع الأقمر الفاطمى بشارع المعز لتكون واجهة المتحف القبطى حين تأسيسه والموجودة حتى الآن وأن هذه الواجهة هى نموذج طبق الأصل من واجهة جامع الأقمر وقد أضاف إليها الفنان التشكيلى راغب عياد الرموز المسيحية وقد تأسس المتحف عام 1908 وافتتح رسميا عام 1910 والثالث هو باب جامع الناصر محمد بشارع المعز هو باب كنيسة سان جان بعكا بفلسطين ووضع على الجامع دون أى تغيير بطرازه القوطى المعروف.