متأثرين بفكرة دولة أسبرطة التى أسّست شعبًا كاملًا قادرًا على القتال بقوة ووحشية، وهزيمة أعتى الامبراطوريات آنذاك، رغم قلة العدد وضعف الإمكانات، يحاول تنظيم داعش الإرهابى تطبيق هذه النظرية الوحشية فى التربية، وهو يجتهد في أن يوصل رسالة للعالم: إن قتالنا معكم سيمتد لأجيال ستدفعون ثمنها غاليًا من حياتكم وحياة أبنائكم.
وهو بذلك يخرج عن روح الإسلام الذى قدَّس الطفولة وقدَّرها عبر تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم وسلوك والخلفاء الراشدين.
وهذا من وجهة نظري يعكس حالة من الخوف العميق نتيجة شعور قيادات التنظيم بقرب النهاية فأرادوا بتجنيدهم الأطفال واستغلالهم فى عمليات القتل والقنص والعمليات الانتحارية أن يربوا جيلًا جديدًا قادرًا على الانتقام لهم فيما بعد.
وأما الآن فهم أى الأطفال عديمو القيمة قليلو التكلفة إذا قورنوا بالفرد الداعشي البالغ المدرَّب المقاتل.
كما أن رؤية طفل عمره 3 سنوات يعدم شخصًا خبر لا يفوت على محطات الأخبار والمواقع الإخبارية حول العالم.
وبهذا تكسب داعش دعاية عملاقة فى كل أنحاء العالم وتكرس الصورة الذهنية الوحشية التى حرص التنظيم الإرهابى على تصديرها للعالم منذ البداية.
وأما الذى فخّخ ابنتيه فهى عملية وأد جديد للبنات من نفس المنطلق الذى كان المشركون يئدون بناتهم لأجله، وهو الخوف من الاعتداء عليهن واغتصابهن فيما بعد.
والتساؤل هنا: هل لو كانوا ذكورًا كان سيقوم بنفس الفعل؟ أشك فى ذلك.
وأتساءل هنا أيضًا: كم اغتصب هذا المجرم من فتيات ونساء؟!
الإجابة طبعًا: الكثير والكثير حتى أصبح على يقين أن الله سينتقم منه في بناته من منطلق القاعدة الدينية المعروفة "كما تدين تدان ولو في حائط بيتك".
وهكذا بشيء من التأمل البسيط وقليل من المتابعة تثبت لنا الميول الانتحارية التى يعانى منها أغلب أعضاء التنظيم الإرهابى والتى دفعتهم قهرًا إلى الالتحاق بالتنظيم، وهؤلاء الأشخاص يُسقطون ميولهم على أبنائهم وأُسرهم فحين يقترب منهم الموت يأخذون كل من يستطيعون معهم إلى الهاوية.
ويجب على من يقاتلهم أن يدرك هذا.
أعتقد أن الأمريكان يعلمون، والروس أيضًا، لذا لا يشتبكون معهم على الأرض.