صدَر عن دار الدلتا للتوزيع والنشر كتاب "مشاغبات مثقف ثوري في دواوين الحكومة"، وهو جزء من السيرة الذاتية للدكتور عبدالخالق فاروق، الكاتب والخبير الاقتصادي، الذي تنقَّل في عدة وظائف حكومية بمجلس الوزراء وعمل مديرًا للأبحاث بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وألّف نحو خمسين كتابًا في الاقتصاد والإدارة.
ويَسرد الكتاب من خلال تجربة مؤلِّفه المتاعب التي يواجهها الموظف الحكومي، خاصة إن كان له نشاط سياسي مُعارض، ومنها الخَصم الدائم من الراتب والتحويل إلى التحقيق والنقل إلى إدارات أقلّ، ومنها الأرشيف، والتعرُّض للفصل في حال الاعتقال.
ويضم الكتاب 16 فصلًا أعطاها المؤلف عناوين شائقة، مثل "خطاب غامض من جهة أمنية"، و"الوظيفة وانكسار القلب"، و"شيوعي في مكتب رئيس الوزراء"، و"العودة إلى مهبط الأحزان"، و"الطرد إلى الأرشيف الحكومي"، و"اعتقال من داخل مكتبي"، و"يموت الزمّار"، و"إلى بلاد الشمس المشرقة"، و"من الجنة إلى سجن أبو زعبل".
ويُهدي المؤلف كتابه "إلى مشاعر دافئة وعميقة لقصص حب لم تكتمل أبدًا فى حياتي"، ويقول في مقدمته: "لعل حكايتي مع الوظيفة العامة هى من أكثر الحكايات شجنًا وحزنًا فى تجربة حياتى كلها، وإذا جاز لى أن أصفها فى كلمة فهي لا تعدو أن تكون "صدمة"، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبكل ما تستدعيه عادة فى العقل والوجدان من أحاسيس دفينة بالغربة أو الانكسار".
ويضيف الكاتب: "الوظيفة– والموظفون– لمن لا يعرفون، عالم غريب.. فريد، محكوم بقوانين غير مرئية، ومفاهيم أنانية، وصراعات غير مفهومة أو مبرّرة فى الكثير من الأحيان، وبقدر سكون سطحه، وبرودة انفعالات أفراده، بقدر غليان أعماقه وفوران صراعاته التى تدور فى معظمها حول مسائل صغيرة بمنظور صراعات وقضايا الحياة الكبرى.. وقد شاءت المقادير أن تقذف بي وسط أتون هذا العالم الغامض في أكثر من مصلحة حكومية".