بعد أن نقلته عناصر قوة التدخل السريع بالشرطة الفرنسية إلى المحكمة، وقف صلاح عبدالسلام، المتهم الأول فى أحداث باريس الإرهابية، دقائق مع زوجته، ووضع فى يديها رسالة نقلت صحيفة «ليبراسيون» بعضًا من سطورها جاء فيها «لا أسعى لرفع شأنى على الأرض، كل ما أريده وما أعرفه أننى كنت أسعى إلى الإصلاح، سلمت أمرى لله، وإذا لم تسلمى أمرك فسارعى بالتوبة، وحين أسألك عن حبك لي، فأنا أفعل ليس لأننى الآن نجم، فأنا أتلقى مئات الرسائل من شباب فرنسيين معجبين بما فعلته».
رسالة صلاح عبدالسلام، الذى تحول من شاب مجهول تماما إلى المطلوب الأول بعد هجمات باريس فى ١٣ نوفمبر عام ٢٠١٦، حتى صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية، وسلمته بلجيكا بعدها لفرنسا، لأنه قاد سيارة رينو كليو سوداء أقلت انتحاريين نفذوا هجمات باريس، وخلفوا وراءهم ١٣٠ قتيلًا، قبل أن يهرب بمساعدة أصدقاء له لبلجيكا.
عبدالسلام، ٢٨ عاما من مواليد بروكسل، لعائلة ذات أصول مغربية، عاش فى ضاحية مولنبيك، المشهورة بسكانها العرب والمسلمين، وعمل مديرًا لمقهى تم إغلاقه بقرار من المحكمة، بسبب الاتجار بالمخدرات، وبمرور الأيام أخذت حياة عبدالسلام منحى أكثر إجراما، فأضحت تهمة «الاتجار بالمخدرات» بداية المشكلات القانونية لعبدالسلام، فتم توقيفه بتهم السرقة والاتجار وتعاطى الممنوعات، وحكم عليه بالسجن، وهناك التقى صديق طفولته عبدالحميد أباعود، الذى بدأ معه مسيرة التطرف، فالتحق أباعود عام ٢٠١٣ بتنظيم داعش فى سوريا، ثم عاد ليجند عددا من سكان مولنبيك، من بينهم الأخوان صلاح وإبراهيم عبدالسلام.
بعد هجمات باريس فى ١٣ نوفمبر ٢٠١٦ ظل مصير صلاح عبدالسلام مجهولا بعدما فجر شقيقه إبراهيم نفسه فى مقهى فولتير، حتى قبضت عليه بلجيكا ثم سلمته لباريس.
رغم أن رسالة عبدالسلام تضمنت أغلاطًا إملائية، إلا أنها عبرت عن نفسية الإرهابى «البجح»، الذى بكل جرأة يقول: «لا أخشى التعبير عن شيء من داخلى لأننى لا أخجل مما أنا عليه الآن».