الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لا تكن وقحًا.. أخباركم كاذبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«لا تكن وقحًا.. أخباركم كاذبة».. ربما كانت هذه العبارة التى جاءت على لسان ترامب فى أول مؤتمراته الصحفية وهو يوبخ مراسل CNN كنقطة فارقة بين ما كان وما هو كائن وما سوف يكون، بالنسبة لدور الإعلام فى صناعة السياسة الأمريكية، وكذلك الوزن النسبى للإعلام فى معادلة السلطة والثروة، ترامب الذى تكتلت معظم وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ضده بشكل غير مسبوق أثناء الحملة الانتخابية، نجح باكتساح ليس فقط فى الوصول للبيت الأبيض على أنقاض الديمقراطيين، بل فى تحطيم العديد من التابوهات التاريخية المتعلقة بدور الإعلام فى صناعة الرؤساء.. أى رؤساء، إذن نجح ترامب بدون الإعلام الكلاسيكى سواء الصحف والمجلات أو الفضائيات وما يرتبط بها من مراكز بحثية ومراكز قياسات الرأى العام ، نجح ترامب فى إهالة التراب على ثوابت الدبلوماسية الرومانسية الناعمة الباسمة، وأرسى قواعد جديدة للدبلوماسية الخشنة الصدامية الكاشفة والفاضحة، ما جرى فى وقائع المؤتمر الصحفى الأول لترامب يضع أمامنا ويوضح عدة أمور غاية فى الأهمية والخطورة. 
ـ نحن أمام رجل لا يناور ولا يلجأ إلى أدوات السياسيين التقليدية. 
ـ نحن أمام رجل يعشق مغامرات المواجهة مهما كانت التحديات.
ـ نحن أمام رجل يخلق لنفسه وبنفسه أدوات مبتكرة فى التواصل مع الجماهير وجذبها إلى صفّه مقتنعة أو معجبة بأفكاره. 
ـ نحن أمام رجل يهوى فتح الملفات الشائكة حتى لو انفجرت فى وجهه. 
من مجموع ما تقدم، نحن أمام رجل مثير للجدل، فهل يمكننا أن نتنبأ بسلوكياته السياسية؟ الإجابة نعم يمكن استشراف مستقبل الرجل من خلال قراءة متأنية فى شخصيته.. لذلك يمكننا أن نتنبأ بحزمة قرارات درامية تغير شكل الخريطة السياسية الدولية والإقليمية، كما أتنبأ بنهاية عصر الإسلام السياسى تماما والذى تبدأ بوادره بإعلان الولايات المتحدة أن الإخوان جماعة إرهابية، وربما نجد ما هو أكثر فزعًا بالنسبة لبعض الدول الراعية للفكر المتطرف مهما كانت ضغوطها المالية على مُتَّخِذ القرار الأمريكى، لكن أهم ما يمكن أن نقف عنده هو ذلك التراجع المأساوى لدور الإعلام التقليدى فى السياسة الأمريكية ومن ثم فى العالم. 
فنجاح الرجل ووصوله للبيت الأبيض ليس دون مساندة إعلامية فحسب بل وهو فى حالة عداء دائم ومستمر مع وسائل الإعلام المختلفة، يجب أن نتوقف عنده بالبحث والدراسة، فرياح التغيير اقتلعت ثوابت وتابوهات كنّا نظن أنها من المستحيلات.
اللقطة: 
هل انتهى زمن الإعلام وماذا عن مصر؟ .