الكتاب الذى قدمه أستاذ الصحافة العالمى والدبلوماسية العامة «فيليب سيب» بجامعة جنوب كاليفورنيا، وعنوانه «دور الإعلام الجديد فى انتشار ظاهرة الإرهاب، كان فى غاية الأهمية بالنسبة للمعلومات عن الشبكة.
جاء فى الكتاب، أن زعيم تنظيم القاعدة «أسامة بن لادن» قبل رحيله أنشأ إدارة إعلام تابعة للقاعدة تأسست عام ١٩٩٨، كجزء من الهيكل التنظيمى للقاعدة بغرض الارتقاء بالمجاهدين فى أفغانستان الذين كانوا يحاربون الاتحاد السوفيتى.
بجانب أن رسالة بن لادن الإعلامية تحولت إلى الهجوم على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأنظمة العربية، وبشكل خاص المملكة العربية السعودية.
عرض الكتاب العديد من الأمثلة الدالة على استراتيجية القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية، فى استخدام وسائل الإعلام كوسيلة للتأثير فى الرأى العام، ومنها مؤسسة «السحاب» للإنتاج الإعلامى، التى يعتقد أنها أطلقت عام ٢٠٠١، والجبهة الإعلامية الإسلامية، وأيضًا قناة «الفجر»، التى قامت بتوزيع إنتاجها عبر الإنترنت على جميع المواقع فى أنحاء العالم، وتتم ترجمة المواد الإعلامية التى بداخلها إلى العديد من اللغات.
كما دشنت القاعدة موقع «النداء» على الإنترنت أوائل عام ٢٠٠٢ لنشر أفكارها حول عملياتها إبان الحرب فى أفغانستان والعراق.
مؤسسة السحاب المقصود بها شبكة شموخ الإسلام وهى المتحدث الإعلامى الأول باسم تنظيم القاعدة، والشبكة الرسمية الوحيدة.
شموخ حاليًا تنتمى لتنظيم داعش الإرهابى، مع أن هذه الشبكة نشأت فى أحضان تنظيم القاعدة، وكانت تدعو للقيام بأعمال إرهابية ضد من سموهم أعداء الإسلام وتدعم التيار الجهادى فى العالم.
هذه الشبكة تعرف نفسها بأنها مستقلة وغير تابعة لأى تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمى، لكن الشبكة فى حقيقة الأمر تابعة لتنظيم داعش.
الشبكة بداخلها صفحات تدعم بعض أفرع تنظيم القاعدة، وهذا ما تبقى من الماضى الذى لم يتم حذفه حتى الآن، وبطبيعة الحال فإن التغيرات التى طرأت على التنظيمات والجماعات الإرهابية المتطرفة، كانت واضحة فى منصات الإعلام ومنها شبكة شموخ التى دخلت فى تقلبات وتغيرات جذرية ومنهجية.
داخل هذه المنصات الإعلامية أحيانا قد يحدث انقلاب داخلي، ثم يتعين شخص آخر يقود هذه الشبكة. والمثير أنه ينتمى لتنظيم داعش فى حين أن ارتباط الشبكة ونشأتها على يد تنظيم القاعدة!.
وتساءل الكاتب فيليب: كيف انتقلت هذه المنصة إلى داعش ومن الذى ينقلها؟، قائلًا إن أبوالعيناء الخراسانى مدير عام شبكة شموخ هو شخص مؤثر فى دعم الإرهاب.
ويتم توجيهه من قبل عناصر قيادية مهمة فى تنظيم داعش لكن الرجل حاول وضع بيئة فوضوية وأطلق تحذيرات وتهديدات لأمريكا والغرب، لكن البيانات التى أصدرها لم تأخذ مساحتها لدى التنظيمات المتطرفة ولا حتى لدى شبكة الشموخ.
وهذا يشير إلى ضعف طرحه وقوة الشكوك التى تحاصر شخصية أبوالعيناء الخراسانى، لأن جميع المنصات التى خرجت من القاعدة وانتقلت لدعم داعش إما تمت تصفية إدارتها أو تم تغييرهم بشخصيات ليسوا محل ثقة لدى التيار الجهادى المتطرف.
وقال فيليب إن شبكة شموخ الإسلام لها تاريخ طويل فى دعم الإرهاب بكل أشكاله، حيث لهم صفحات فى تعليم وتدريب القتال وتنفيذ العمليات الإرهابية ويناقشون تصنيع مادة «سيمتكس» فى غرف الدردشة، وهى متفجرات بلاستيكية يصعب اكتشافها بواسطة الأجهزة الحديثة.
وهذه الشبكة بها قسم متخصص لإصدارات جبهة النصرة، وينشر داخل هذا الموقع معظم بيانات القاعدة والمنتديات التى يقيمها أنصارها.
يذكر أن جبهة النصرة أعلنت مقاطعتها فى إبريل عام ٢٠١٤ لموقع شموخ وامتنعوا عن التعاون مع الشبكة التى تناصر تنظيم داعش الإرهابى، وهذا بعد نشر بيان أبوماريا القحطانى القيادى بالجبهة الذى قال إن القاعدة تدعم الدولة الإسلامية، واعتبرهم ليسوا خوارج، وهذا ما رفضته الجبهة وقالت إنه يمكن أن يفهم ذلك أنه تدعم عصابة البغدادى فى سفك دم الحرام.
وأكد الكاتب فيليب أن منتدى شموخ الإسلام من أهم المنتديات التى تم إغلاقها فى نهاية عام ٢٠١٢ لكنه عاد بعد أيام أقوى من قبل وهذه علامة استفهام تثير الشكوك حول حقيقة من يدير هذه الشبكة.
وأضاف أن هذا الموقع بالتأكيد تحت قيادة تنظيم داعش مباشرة، وأكد أنه فى إبريل ٢٠١٣ نشر بالشبكة رسالة صوتية من أبوبكر البغدادى دون نشرها فى مواقع أو شبكات أخرى، وأعلن فيها دمج فرع التنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية، تحت مسمى الدولة الإسلامية فى العراق والشام.