تنشر طرق تفجير الكمائن وصناعة القنابل العنقودية والصواريخ الحرارية.. وقسم الأسلحة الكيميائية هو الأخطر
الموقع به أسرار كبيرة، ويظن البعض أنه يسهل الوصول إليه، فى حين أن أجهزة أمنية عدة فشلت فى الوصول إلى محتوياته، فخبراء الموقع الإرهابى وضعوا له نظام أمان على أعلى درجات من الاحترافية.
الموقع لا يدعم المتصفحات المعروفة مثل «جوجل كروم» أو «فاير فوكس» أو «أوبرا»، ويعتمد على نظام تشفير عالٍ، والحالة الوحيدة لإمكانية الدخول هى استخدام برنامج «طور»، الذى يغير موقع الجهاز الخاص بك، IP، كل عشر دقائق ولا أحد يستطيع معرفة مكانك الحقيقى، لكن هذه الطريقة مرهونة بالاشتراك أولًا بالموقع، وهو الأمر الذى لا يحدث إلا بتزكية مباشرة من أبوبكر البغدادى زعيم التنظيم أو من أحد كبار مساعديه.
نشرنا من قبل فى العدد رقم ٥١١ موضوعًا بعنوان «البوابة» تخترق أكبر مصنع لـ«الإرهاب الداعشى»، وكانت مغامرة صحفية داخل مؤسسة السحاب الإعلامية، وهى شبكة سرية يرعاها داعش وكانت تابعة لتنظيم القاعدة الأم.
ما نشرناه سابقا لا يمثل نقطة فى بحر المعلومات الموجودة داخل الشبكة، والأمر يحتاج لفترة أطول للحديث عما يدور داخلها، خاصة أن التنظيمات الإرهابية أكثر تطورًا، ومؤسسة السحاب الإعلامية تشرف وبشكل مركزى على إنتاج الدعاية للتنظيمات الإرهابية.
وكانت المؤسسة تقوم بإنتاج سلسلة البيانات التى ألقاها زعماء تنظيم القاعدة بداية من أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، وكانت تبث شرائط الفيديو الخاصة بالتفجيرات، وأولها تدمير المدمرة الأمريكية «كول» باليمن عام ٢٠٠٠، وأرسلتها لقنوات مثل الجزيرة، وبعض القنوات الأوروبية والأمريكية.
عندما تم إنشاء إدارة إعلام القاعدة عام ١٩٨٨، كان الغرض منها الاحتفاء بالمجاهدين فى أفغانستان، والذين كانوا يحاربون الاتحاد السوفيتى، وفى عام ٢٠٠٠ تم تدشين شبكة «شموخ الإسلام» أو كما يسمونها السحاب.
لا أحد يتخيل أن «شموخ» مؤامرة صهيونية كبرى أسسها «يحيى آدم غدن» الملقب بـ «عزام الأمريكى» وهو «آدم بيرمان» من رابطة الدفاع اليهودى الذى اعتنق الإسلام وأصبح قريبًا من قيادات التنظيم وهو حفيد ما يسمى بـ «كارل اليهودى»، وكان يدعم حركة الأمريكان النازيين، وقيل إن عزام قتل فى غارة داخل باكستان عام ٢٠١٠.
ويديرها الآن أبوالعيناء الخراسانى وكانت «شموخ» تحت إدارة «خالد شيخ محمد» وهو العقل المدبر لهجمات الحادى عشر من سبتمبر، والمسئول العسكرى عن إدارة «العمليات الخارجية» لتنظيم القاعدة، واعتقلته الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠٠٣.
وانتقل الإشراف على الشبكة فى عهد أسامة بن لادن لأكثر من قيادة وجميعهم محل ثقة، وأصبحت دمية فى يد أيمن الظواهرى الذى غير فريق الإدارة بالكامل.
ولا ننسى ما قاله الشيخ عبدالحميد كشك، عندما تحدث عن «الدونمة» وقال هى أن يأتوا بأشخاص لهم أسماء المسلمين ثم بعد ذلك يحاربون بهم الإسلام، الاسم إسلامى ولكن الفعل صهيونى.
والدليل على ذلك ما قالته الكاتبة اليهودية «باربرا كسل» فى كتابها «يهودية فجأة» Suddenly jewish، والذى يحكى ظاهرة ترقب اليهود وتظاهرهم أنهم أتباع ديانات أخرى والإعلان عن ذلك فى الوقت المناسب.
الشبكة عبارة عن أكاديمية ضخمة لتعليم الإرهاب، بداية من الأفكار المتطرفة، وصولًا إلى عمليات القتل والإجرام وتصنيع الأسلحة، التى تصل إلى «الصواريخ» ومضادات الطائرات.
وهى أضخم موقع سرى تابع لتنظيم داعش الإرهابى، والموقع به أسرار كبيرة، وبرغم الاحتياطات الأمنية التى وضعها التنظيم على موقعه الأضخم، «البوابة» نجحت فى التسلل داخله والتجول فى الصفحات المختلفة.
فى الغالب تقوم إدارة الموقع بحث المشتركين علي ضرورة الحذر مع الكتابة، وطالبتهم باستخدام الفصحى للتمويه، حتى لا يعرف أحد جنسيتهم من اللهجات المختلفة.
داخل شبكة شموخ تنتشر الأفكار الهدامة والمتشددة التى يعتنقها الأعضاء ومنها أنه لا يصح الإسلام إلا بعد الكفر بالطاغوت ويقصدون به الحكام والحكومات ويقولون إنه لا حاكم غير الله، ويتواصل الإرهابيون مع بعضهم.
كل من مر إلى داخل الشبكة، يشعر أنه داخل مؤسسة عسكرية كبيرة، فلكل عضو رتبة، وتتم ترقيته بناء على تقييمه وقربه من الإدارة، والعضو الجديد يطلق عليه «شامخ جديد»، وبعد الترقية يصبح «شامخ محرض»، ثم «شامخ ناشط»، وحين يصل إلى «شامخ مراقب» ينجح فى الحصول على أموال من الشبكة، وإنها فعلا وظيفة داخل التنظيم.
وهذه الأموال لا يتم تحويلها إلا عن طريق كروت تسمى بـ«الكاش يو» حتى لا تتعقبهم الأجهزة الأمنية، لذلك يتم منحهم الأموال وإرسال أرقامها لهم، والكروت منتشرة فى كل الدول، وأسعارها تبدأ من ١٠ دولارات حتى ٣٠٠ دولار، وهى مخصصة لعمليات الشراء عن طريق الإنترنت، وتتميز بأنها وسيلة دفع آمنة، إذ توفر خدمات الدفع بأمان وسهولة دون كشف هوية المستخدمين.
والتنظيمات الإرهابية المختلفة تستخدم هذه الكروت، بهدف جمع التبرعات، ويمكن لرواد «الشموخ» تحصيل المبالغ فى حساب موقع «باى بال» وهو الموقع التجارى العالمى الذى يسمح بتحويل الأموال عبر الإنترنت والبريد الإلكترونى للحسابات البنكية المختلفة. وأخطر ما فى أقسام الشبكة ما يطلقون عليه «معسكر الشموخ»، ويحتوى على كل الأمور العسكرية والقتالية، التى يحتاجها الإرهابى، إضافة إلى فيديوهات عالية الجودة لتدريبات «داعش»، والتنظيمات المختلفة ومنها فيديو «معسكر الرضوان» الذى يحتوى على مشاهد كبيرة لمجموعة من الإرهابيين وهم يتدربون على الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كما يحوى عروضًا لقيادة السيارات والدراجات النارية وسط نيران المعارك.
معسكر الشموخ يوفر للإرهابى العديد من الدورات ومنها: الإعداد البدنى والدفاع عن النفس، وأيضا الكتب والمراجع الخطيرة فى كيفية استخدام وصناعة المتفجرات، ومنها القنابل الخفية التى لا يمكن كشفها.
وأيضا طرق صناعة الصواريخ الحرارية والقنابل العنقودية، وإجراء تجارب خاصة فى قسم الأسلحة الكيميائية، منها تجارب حول غاز الفوسفين السام، وإنتاج كميات كبيرة من نترات الأمونيوم والبروكسيد أستيون، المستخدمة فى صناعة المتفجرات.
كما توجد موضوعات كثيرة متعلقة بالإسعاف الحربى، والعقيدة العسكرية، وطرق بناء مرابض الصواريخ، مثل تلك التى نشرها أبوعمر الجهادى.
بجانب دورات أخرى لتفخيخ السيارات وطرق سرقتها، دون مفتاح عن طريق كرة التنس، ونشر العضو «أبوعبدالله البيتار» فيديو لهذه الطريقة، بخلاف وجود دورات عن طرق صناعة الأحزمة الناسفة، والأسلحة كاتمة الصوت.
وتوجد بالشبكة العسكرية أبحاث كثيرة لمجموعة من المتخصصين فى صناعة صاروخ C٥k، الذى يتم تطويره الآن، وأعلن أنه سوف يتم التعامل به فى المعارك قريبًا.
وقد نشر عضو يلقب نفسه بـ«أبوأسامة» موضوعات حول كيفية إنشاء عائق obstacle لحركة الدبابات بأنواعها، يزيد طوله على متر ونصف المتر، فى حالة الأرض الصلبة، أو مترين فى حالة الأرض اللينة، ونشر أيضًا طرق التعامل مع المحققين، وتضليلهم، فى حال القبض على أى من الإرهابيين.
ونشر «أبوأسامة»، أيضًا أساليب وتكتيكات التمويه والتضليل لطائرات الاستطلاع، وطرق التشويش على طائرات دون طيار «الزنانات»، والأباتشى، واقترح تطبيق استخدام سلاح جديد مضاد للطيران، سهل التصنيع وبسيط ودقيق.
العضو «أبوريحانة» كان يهتم بتقديم شرح مفصل عن الكمائن، وكيفية اقتحامها، سواء باستخدام السلاح النارى أو التفجير، بخلاف دروس لعمليات القنص، وتنظيف السلاح، وطرق كشف دائرة التنصت فى المكان الذى تتواجد به.
أما عن أقسام الشبكة الأخرى فمنها، منتدى «وزارة إعلام الدولة الإسلامية»، الذى ينشر البيانات الإعلامية والأخبار الجديدة والأعمال الإرهابية الجديدة لحظة وقوعها، وهناك نشرة صباحية للأخبار وأخرى مجمعة لجميع المناطق.
كما توجد أقسام فرعية مثل أرشيف إصدارات الدولة والتقارير الخاصة بها، بجانب قسم خاص يسمى بمكتبة الهمة، وقسم خاص للترجمة عن اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية والتركية والكردية والبنغالية والأردية والإندونيسية والصومالية، وغيرها، وبالموقع منتدى الأخبار وقضايا الأمة، ويتبادل فيه الأعضاء الأخبار والبيانات الصادرة من المكاتب الإعلامية المختلفة مثل مركز ابن تيمية للإعلام وغيره من المراكز الإرهابية المشبوهة.
أما منتدى الشموخ العام فيتشارك فيه الأعضاء الأمور العامة والسير الذاتية، وهناك بعض الأشخاص طلبوا النفير والسفر لتنظيم الدولة ويتبادل فى هذا القسم القصص والروايات.
وأحد فروع منتدى الشموخ العام يطلق عليه «ما نسيناكم» وهو خاص بنشر حكايات الإرهابيين الذين قتلوا وأصيبوا أو سجنوا، وتم الفتك بهم.
وهناك قسم اسمه «شهداء المنتديات والإعلام الجهادى»، يضم قصصًا وحكايات لبعض الأشخاص الذين عملوا كصحفيين ومصورين فى مواقع إرهابية وتم قتلهم، إضافة إلى قسم «شرعى» الخاص بالكتب والأبحاث والفتاوى والردود ويمكن للمشتركين فى الموقع التواصل مع «القضاة الشرعيين» فى تنظيم داعش بسهولة تامة.