قال مسئولون فى جهاز المخابرات البريطانية إن ضابطًا بها هو الذى كتب تقارير بأن عملاء من روسيا جمعوا معلومات «مثيرة للشبهات» عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وقال مسئولون سابقون بالجهاز المعروف باسم «إم آي-٦»: إن ستيل قضى سنوات يعمل لحساب الجهاز متخفيا فى عباءة السلك الدبلوماسى فى روسيا وباريس وفى وزارة الخارجية فى لندن. وزود ستيل بعدما ترك العمل فى جهاز المخابرات مكتب التحقيقات الاتحادى الأمريكى بمعلومات عن وقائع فساد فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا».
وتعود البداية فى «ترامب جيب» إلى تعاقد شركة للأبحاث السياسية فى واشنطن اسمها «فيوجن جى بى إس» مع ستيل لإجراء تحريات عن ترامب لحساب مجموعة غير معروفة من الجمهوريين تريد منع ترامب من الفوز بترشيح الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» أن جيب بوش أحد منافسى ترامب الستة عشر فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى عام ٢٠١٦ هو الذى تعاقد فى البداية مع ستيل.. ولم يتسن التحقق من صدق رواية هيئة «بى بى سي». وأبقت شركة «فيوجن جى بى إس» على تعاقدها مع ستيل بعد فوز ترامب بترشيح الجمهوريين ووصلت معلوماته إلى شخصيات فى الحزب الديمقراطى وبعض العاملين فى حقل الإعلام.
وفى يوليو الماضي، بدأت تعاملات ستيل مع مكتب التحقيقات الاتحادى فيما يتعلق بترامب، وكانت الاتصالات فى البداية مع الضابط الكبير الذى بدأ التحقيق فى قضية الفيفا ثم انتقلت بعد ذلك إلى موقع فى أوروبا. لكن ستيل قطع اتصالاته مع مكتب التحقيقات الاتحادى قبل حوالى شهر من انتخابات الرئاسة فى الثامن من نوفمبر لأنه شعر بخيبة أمل من بطء ما يحرزه مكتب التحقيقات من تقدم.
وقال مسئولون مطلعون على سير التحقيقات إن مكتب التحقيقات الاتحادى فتح تحقيقات أولية فى تعاملات ترامب وفريق العاملين معه مع الروس بناء على عدة عوامل من بينها تقارير ستيل.
غير أن المسئولين قالوا إن مكتب التحقيقات أبطأ سير التحريات فى الأسابيع التى سبقت الانتخابات لتجنب التشويش على عملية الإدلاء بالأصوات. وقالوا إن ستيل تزايد شعوره بالإحباط وتوقف عن التعامل مع مكتب التحقيقات الاتحادى بعد أن استخلص أن المكتب ليس جادا فى التحقيق فيما زوده به من معلومات.
ولعدة أشهر ظلت تقارير ستيل تتداول فيما بين وسائل إعلامية كبرى لكن لم تتمكن المؤسسات الإعلامية ولا أجهزة إنفاذ القانون أو الاستخبارات الأمريكية من دعمها بالأدلة.
ونشر موقع «باز فيد» الإلكترونى بعض تقارير ستيل عن ترامب يوم الثلاثاء الماضى لكن الرئيس المنتخب ومساعديه قالوا فيما بعد إن هذه التقارير زائفة.. كما دفعت السلطات الروسية بزيفها.
وأعرب مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر الأربعاء لدونالد ترامب عن «استيائه الكبير» لتسريب تفاصيل عن تقرير يتضمن معلومات استخباراتية لم يتم التحقق من صحتها عن وجود علاقات سرية بين الرئيس الأمريكى المنتخب وروسيا، مؤكدا أن أجهزته ليست مصدر تسريب هذه المعلومات.
ويتضمن تقرير الاستخبارات معلومات كثيرة لم يتم التحقق من صحتها وبينها امتلاك الاستخبارات الروسية وثائق ومعلومات محرجة لترامب ويمكن استخدامها ضده لابتزازه ولا سيما أشرطة فيديو ذات مضمون جنسى لرجل الأعمال مع مومسات فى موسكو.
وذكرت قناة «سى إن إن» وصحيفة «نيويورك تايمز» أن عميلا سابقا فى الاستخبارات البريطانية يعمل حاليا مديرا لمركز استشارات هو الذى وضع التقرير. ونفى ترامب الأربعاء خلال مؤتمر صحفى الادعاءات بأن يكون على اتصال بروسيا وهاجم وكالات الاستخبارات الأمريكية والإعلام بشأن هذه المعلومات، ملمحا إلى أن الأجهزة تقف خلف التسريبات.
وقال مسئولون أمريكيون أمس الأول الأربعاء إن ما قدمه من معلومات عن الفساد فى كرة القدم العالمية هو الذى منح المصداقية لتقريره عن جمع معلومات عن ترامب فى روسيا.
وتشير رسائل بالبريد الإلكترونى اطلعت عليها «رويترز» إلى أن أعضاء من مكتب التحقيقات الاتحادى مكلف بالتحقيق فى «الجريمة المنظمة فى منطقة أوروبا وآسيا» قابل ستيل فى لندن لتدارس اتهامات عن الفساد المحتمل فى الفيفا الذى يتولى تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم ومقره سويسرا.