شهدت قضية التقرير الاستخباراتي المسرب حول علاقة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بروسيا وتفاصيل بشأن حياته الشخصية وتعاملاته المالية تطورات استثنائية، اليوم الخميس، في ظل تضارب التصريحات بينه وبين مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، رغم سعي الأخير -للمرة الأولى- لتخفيف حدة التوتر بينه وبين ترامب.
وفي مبادرة استثنائية، أصدر كلابر بيانا، أعلن فيه أنه اتصل بترامب -الذي قارن وكالات الاستخبارات الأمريكية بالنازيين بعد تسريب التقرير الأخير- لمحاولة تقليل مخاوفه بشأن المعلومات "غير المؤكدة" الواردة في التقرير المسرب، الذي أعده ضابط الاستخبارات البريطاني السابق كريستوفر ستيل لصالح الاستخبارات الأمريكية، في ما وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بـ"غصن زيتون" من كلابر لترامب.
وقال كلابر الذي يشغل أعلى منصب استخباراتي في الإدارة الأمريكية الحالية: إنه أعرب عن "استيائه العميق" من التسريبات التي خرجب للعلن منذ بدأ مديرو وكالات الاستخبارات، الجمعة الماضية، في تقديم تقاريرهم لترامب بوصفه الرئيس المنتخب، والتي اشتملت على معلومات حول جهود روسيا لمساعدته في الوصول للرئاسة، كما تنصل مدير الاستخبارات الوطنية خلال الاتصال من مسئولية المجتمع الاستخباراتي الأمريكي عن المعلومات التي قال التقرير -غير المؤكد- إن روسيا تمتلكها عن ترامب.
وأضاف كلابر "شددت على أن هذه الوثيقة ليست منتجا خاصا بالمجتمع الاستخباراتي وأني لا أصدق أن التسريبات جاءت من داخل المجتمع الاستخباراتي".
وتابع أن المجتمع الاستخباراتي لم يصدر أي حكم بأن المعلومات الواردة في ذلك التقرير موثوقة، "ونحن لم نعتمد عليها بأي طريقة في نتائجنا. ومع ذلك فإن جزءا من واجبنا هو التأكيد على إمداد صانعي السياسات بأكمل صورة ممكنة لأي أمر قد يؤثر على الأمن القومي".
ورغم تلك المحاولة من جانب كلابر، الذي يغادر منصبه مع انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما خلال أيام، لتذويب الجليد مع ترامب، لكن الأخير رد عليه بلهجة هجومية، قائلا في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "اتصل بي جيمس كلابر بالأمس لإدانة التقرير الكاذب والوهمي الذي عُمم بشكل غير قانوني. حقائق مؤلفة وزائفة. سيئ جدا!"
وعلّقت "نيويورك تايمز" على تصريحات الرجلين مؤكدة أن أحدهما "يكذب" في حديثه، مشيرة إلى تضارب ما جاء في تلك التصريحات؛ ففي حين أكد كلابر بوضوح أن وكالات الاستخبارات الأمركية لم تصدر حكما حول صحة المعلومات الواردة في التقرير المسرب، قال ترامب إن كلابر اتصل به لإدانة التقرير "الكاذب والوهمي".
وأشارت الصحيفة إلى أن من الصعب معرفة ما هي المنظمة التي تحوز على صفة أسوء العلاقات مع ترامب أهي وسائل الإعلام أم وكالات الاستخبارات، لافتة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان تغيير قيادات تلك الوكالات مع بدء ترامب لمهام عمله سيخفف من التلك التوترات أم لا.