الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

السياحة الإماراتية تجذب 16 مليون زائر سنويًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحولت الإمارات فى السنوات السبع الأخيرة، إلى الوجهة السياحية المفضلة لدى الملايين من السائحين من مختلف أنحاء العالم؛ حيث وصلت معدلات السائحين للوافدين إليها أكثر من 16 مليون سائح سنويا، مع توقعات بتجاوز معدلات النمو فى هذا القطاع وحده، بحوالي 5% سنويا؛ وذلك بفضل الطفرة الهائلة فى المشروعات العملاقة المتعلقة بالسياحة، والتي عملت الإمارات على إطلاقها؛ للإسهام فى جذب السائحين، ووضع الدولة على قائمة المقاصد السياحية المفضلة عالميا.
وعزا خبراء المجال السياحي - الذين تحدث اليهم موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى الإمارات - زيادة إقبال السائحين من شتى بقاع الأرض إلى الإمارات، إلى الطفرة التى شهدتها فى المجالات السياحية، وما تزخر به الإمارات من وفرة هائلة فى المنشآت، والمعالم السياحية فى مختلف مدنها، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير ما لديها من إمكانات بفضل جهود دؤوبة ورؤى تجاوز الخيال لقادتها الرشيدة.
وأدرك الإماراتيون أن السياحة أصبحت صناعة واستثمار، فعملوا بكل جهد ودون ملل على إحداث طفرة فى المنشآت والمعالم السياحية، على أن تكون تلك المنشآت فريدة على مستوى العالم، حتى تتمكن من جذب جمهورها من كل مكان، وكان من أبرز تلك المنشآت، "قصر الإمارات" فى إمارة أبو ظبى، والذي تديره مجموعة فنادق (كيمبنسكي) العالمية، وقد بلغت تكلفته ما يقارب 3 مليارات دولار؛ حيث يتكون الفندق من 400 غرفة وجناح، واستخدم في تصميماته الداخلية مواد من الرخام والذهب الخالص، ليتحول الفندق الذي يقع على الشاطئ بالقرب من قرية التراث، ومركز المارينا كبرى، إلى قبلة للمهرجانات والحفلات الموسيقية العالمية.
كما يعد مسجد "الشيخ زايد الكبير"، أحد أهم المعالم فى أبو ظبى؛ حيث تم بناء المسجد تنفيذا لوصية الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفقا لأعلى المعايير المعمارية والجمالية، لأنه استخدم في عملية بنائه أفخم أنواع الرخام، والحجر، والذهب، والأحجار الكريمة، والكريستال، ليتحول إلى تحفة فنية وأحد المعالم الرئيسية التى يحرص زوار الإمارات على زيارتها.
ومن أهم المعالم التراثية والأثرية في إمارة أبوظبي، "حصن المقطع"، والذي بنى منذ حوالى 200 عام؛ بهدف حماية الإمارة من هجمات قُطّاع الطرق، ونظرًا لقيمته التراثية العالية في تاريخ الإمارة، فقد خضع "حصن المقطع" لعمليات ترميم مهمة في السنوات الماضية، وكذلك الأمر بالنسبة لمعظم حصون البلاد.
ولا تهتم الإمارات فقط بالرفاهية لتنشيط السياحة؛ حيث اهتمت أيضا بتراث المجتمع الإماراتي القديم؛ حيث تعتبر "قرية التراث"، التى تقع بالقرب من مركز المارينا للتسوق بأبو ظبى، مقصدا رئيسيا لكل سائح تطأ قدمه الإمارة، لما تحتويه من خيام مصنوعة من شعر الماعز، وموقدا للنار، إلى جانب أباريق القهوة العربية، فى الوقت الذى يهتمّ القائمون عليها، بتعريف زوار القرية بتراثهم، من خلال مشاهد تمثيلية لعملية استخراج الماء من الآبار القديمة ونظام الري، ومشاهد لبيوت من الطين، وقرى صيد السمك القديمة، والأسواق القديمة؛ وذلك بهدف التعريف بأسلوب حياة البدو الذين كانوا يقطنون أبوظبي، علاوة على "عالم فيراري"، وهو من ضمن المنشآت التى يقبل عليها السائحون عند زيارة أبوظبى، ويعد أكبر مدينة ألعاب مغطاة في العالم، ويضم حلبة (مرسى ياس)، التي يقام عليها سباق "فورمولا1" الدولي، وتبلغ مساحته 200 ألف متر مربع.
أما هوليوود الشرق أو دبي، فحظيت هي الأخرى بعدد هائل من المشروعات السياحية العملاقة، ويتصدرها بالطبع "برج خليفة"، الذى يعد حاليا أطول بناء في العالم؛ حيث يتجاوز ارتفاعه أكثر من 800 متر، وتبلغ مساحته الإجمالي نحو 4 ملايين متر مربع، بالإضافة إلى فندق "برج العرب" الذى تم بنائه على جزيرة صناعية بجميرا بتكلفة نحو 650 مليون دولار.
وتفرض "نخلة جميرا" حضورها السياحي الأخاذ فى دبي، والتي تعد أول جزيرة في عرض البحر على شكل نخلة، وتضم فندق "أتلانتس نخلة الجميرا"، الذي يضم 1539 غرفة، ومساحة شاسعة من المتنزهات المائية، وحديقة للحيوانات البحرية تضم 65 ألف حيوان بحري في البحيرات الضحلة، إضافة إلى بعض العروض الأخرى الشيقة، مثل الغرف المفقودة، ومتاهة الممرات، والمنافذ تحت الماء التي توفر رحلة عبر أتلانتس القديمة، وذلك بالإضافة إلى قناة دبى المائية ونافورة برج خليفة الراقصة.
وضمن تلك القائمة السريعة، لا يمكن إغفال إمارة الشارقة، ثالث أكبر إمارة من حيث المساحة، والتي تمتاز بشواطئ خلابة على جانبيها من جهة ساحل الخليج العربي، وخليج عمان، وتوصف بأنها العاصمة الثقافية للإمارات؛ حيث يوجد فيها الكثير من الآثار والمعالم والمتاحف التاريخية.
كما يوجد بالإمارة العديد من الأماكن الترفيهية التي أصبحت رمزًا لها خلال السنوات الماضية، ومنها "قناة القصباء"، وهي قناة مائية يقدر طولها بحوالي كيلو متر، وتضم على جانبيها العديد من المرافق السياحية من مطاعم ومقاهي راقية تجسد إبداع فن العمارة التراثية والعصرية، كما يوجد بها ألعاب متنوعة للأطفال، ومسرح يتسع لـ 300 شخص، تقام فيه أعمال مهرجان الشارقة السنوي للموسيقى العالمية، بالإضافة إلى "مربى الشارقة للأحياء المائية"، والذي يضم أكثر من 250 نوعًا من الأحياء البحرية، تتراوح بين الأسماك الصغيرة والكبيرة نوعًا ما، كما يوجد في المربى العديد من الحيوانات البحرية.
أما إمارة عجمان التى تعتبر الإمارة الأصغر بين الإمارات السبع للدولة، وتقع على ساحل الخليج العربي؛ حيث تبلغ مساحتها حوالى 260 كيلو متر مربع، وتتمتع بشواطئ متسعة، ومن ضمن أهم معالمها، "متحف عجمان"، الذى كان يستخدم على مر التاريخ محصن للإمارة وخط الدفاع الأول عنها، ليتحول إلى مرآة تحكى تاريخ الأجداد وتراثهم؛ حيث يضم مقتنيات أثرية، وأدوات الصناعات والمهن التقليدية، والحياة الاجتماعية في الماضي.
وفى شمال الإمارات، تقع إمارة رأس الخيمة، والتي يبلغ طول ساحلها المطل على الخليج العربي 64 كيلومترًا، وتشتهر بوجود الآثار التاريخية التي يرتبط تاريخها بالعديد من الأحداث التي شهدتها المنطقة، ومن أهم معالم الإمارة منطقة "خت" و"النخيل"، كما تضم الإمارة الكثير من الحصون والقلاع القديمة مثل، حصن ضاية، وقصر الزبّاء، وآثار مدينة جلفار، ووادي جلفار.
ومازالت الإمارات على الرغم من وفرة مزاراتها السياحية، تبنى كل ما هو جديد وعصري، لجذب أكثر من 20 مليون سائح فى عام 2020، فى حين يتوقع خبراء السياحة عالميا، أن تقفز الإمارات العام المقبل، لتحتل المركز الثالث عالميا من حيث الجذب السياحي، بدلا من مدينة النور باريس.