أعلنت البحرية الصينية أن تشكيلا بحريا يضم حاملة الطائرات الوحيدة التى تملكها "لياونينج" أبحر عبر مضيق تايوان، وهو الممر المائي الضيق الذى يفصل البر الرئيسي الصيني عن جزيرة تايوان، في طريقه إلى بحر الصين الجنوبي للقيام بتدريبات واختبارات.
صرح بذلك المتحدث باسم البحرية في بيان رسمي اليوم /الخميس/ والذي جاء بعد إعلان وزارة الدفاع فى تايوان أمس أنها دفعت بطائرات وسفن حربية إلى المنطقة بعد أن رصدت إبحار مجموعة من السفن الحربية الصينية، تتقدمها حاملة الطائرات لياونينج، شمالا عبر مضيق تايوان فى إشارة جديدة لاستمرار تصاعد حدة التوترات بين بكين وتايوان التى ترفض الصين تماما استقلالها عنها وتصر على إنها جزء لا يتجزأ من أراضيها.
كانت الصين حذرت أمس الأربعاء من الشكوك والتحديات والمخاطر المتزايدة التى تواجه نمو العلاقات عبر مضيق تايوان فى العام 2017 بسبب التعقيدات التى حدثت منذ التغير الكبير الذى طرأ على المشهد السياسي فى تايوان فى العام الماضي مع تولى تساى إينغ وين لمقاليد الأمور هناك.
جاء هذا على لسان المتحدث باسم مكتب شئون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) ما شياو قوانج الذى حذر من أن الأوضاع بين بكين وتايبيه أصبحت أكثر تعقيدا الآن.
وأكد المتحدث على استمرار تمسك بكين التام بتوافق عام 1992، مشيرا إلى أن التغييرات التى شهدتها الأوضاع فى المنطقة منذ العام الماضي تظهر بشكل جلى أنه فقط من خلال التمسك بتوافق عام 1992 الذي يعكس مبدأ "الصين الواحدة"، يمكن للعلاقات عبر المضيق أن تتطور إلى الأفضل، محذرا من العواقب التى قد لا يحمد عقباها من أى محاولة لهدم هذا الأساس السياسي الذى تعتبره الصين من الثوابت الأساسية بالنسبة إليها.
واستطرد قائلا أن بكين لم تمل أو تكل من التأكيد على تمسكها بتوافق عام 1992 ومعارضتها التامة لـ"استقلال تايوان" منذ تولي تساي لمنصبها في شهر مايو من العام الماضي ولكن تساى ومعها حزبها، الحزب الديمقراطي التقدمي، رفضا الاعتراف بالتوافق والاعتراف بمبدأ "الصين الواحدة" فى موقف يضر بالمصالح المشتركة والتواصل بين المواطنين عبر المضيق.
وحذر قوانج من أن الإدارة السياسية الحالية فى تايبيه أعادت الزمن إلى الوراء إلى ما قبل عام 2008 لتعود بذلك إلى مسار المواجهة القديم، مضيفا أن تساى وإدارتها مسئولين عن الوضع المتردي حاليا، وان عليهم عدم التنصل من تلك المسئولية.
وأكد في تصريحاته التى نشرتها وكالة الأنباء الصينية الرسمية، أن الصين ستستمر خلال العام الحالي فى التأكيد على الالتزام بتوافق 1992 والمعارضة المطلقة لـ "استقلال تايوان" كما ستعمل على حماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها، وستسعى لحماية السلام والاستقرار عبر المضيق.
وأوضح أن الحكومة الصينية ستقوم بتبني ما يلزم من سياسات واتخاذ ما تراه مناسبا من تدابير لتسهيل الدراسة والعمل والحياة والمشاريع التجارية لمواطني تايوان فى البر الرئيسي لتعزيز المصالح والتواصل المشتركين.
