قالت صحيفة "الـفيلادلفيا إنكوايرر" إنه
بينما كان الأمريكيون منشغلين بشكل مستقبلهم السياسي، أصدرت الحكومة الفيدرالية
بيانا تحذيريا بشأن مستقبل البلاد الديموغرافي، معلنة الصيف الماضي أن معدل
المواليد في الولايات المتحدة قد سجل انخفاضا قياسيا.
وأكدت الصحيفة -في تقرير على موقعها الإلكتروني-
أن مناوئة الإدارة الأمريكية المقبلة للهجرة وانخفاض معدل المواليد يشكلان وجهين
مرتبطين ببعضهما البعض لمستقبل البلاد؛ فبدون مهاجرين وأطفالهم فإن الولايات
المتحدة عرضة لمواجهة احتمال تدني التعداد السكاني وتبعاته.
وبحسب تقرير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية
منها، فإن معدل المواليد الأمريكية انخفض إلى ما دون 60 مولودا بين كل ألف سيدة في
مرحلة الإنجاب خلال الربع الثاني من العام المنصرم- في أقل مستوى انخفاض منذ بدأت
الحكومة في إجراء إحصاءات في هذا الصدد منذ أكثر من مائة عام.
وأكدت الصحيفة أن النمو المأمول للتعداد السكان
الأمريكي في العقود المقبلة بحيث يسجل 400 مليون نسمة في منتصف القرن – يعتمد على
الهجرة وأطفال أمهات المهاجرين، لا سيما وسط توقعات بأن تشهد الـ 35 عاما المقبلة
ارتفاعا في نسبة الوفيات بين الأمهات المولودات في أمريكا على نسبة المواليد بين
نفس الفئة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من انخفاض نسبة
الهجرة الشرعية وغير الشرعية في ظل إدارة أوباما، إلا أن حملة دونالد ترامب
الانتخابية اشتهرت بالتركيز على هذا الملف؛ وأنه إذا ما عمد ترامب أو الكونجرس إلى
ترجمة خطابه (المناوئ للهجرة) إلى سياسة، فإن النتيجة كفيلة بأن تتسبب في نهاية
الأمر في الإضرار بالبلاد وكذلك مهاجريها.
ونوهت الصحيفة إلى اليابان التي عانت انخفاضا في
معدل المواليد ومناوئة للهجرة وما تمخض عنه ذلك من تدّنٍ في أعداد السكان وركودٍ
في الاقتصاد؛ وتواجه كل من إيطاليا وإسبانيا وأمم أوروبية أخرى مآزق ديموغرافية
واقتصادية شبيهة.
وأومأت الصحيفة في المقابل إلى عيد شبه رسمي باتت
تنظمه روسيا في السنوات الأخيرة احتفالا بالتكاثر والخصب وزيادة أعداد الأطفال
الروس.
ورأت أن ترحيب ألمانيا باللاجئين قد أتى نتيجة
إيجابية اقتصاديا ومعنويًا مخففًا أعباء انخفاض معدل المواليد في البلاد؛ ومع ذلك
فإن تزايد شعبية اليمين المتطرف عبر أوروبا يُظهر صراع المجتمعات للترحيب
بالمهاجرين بغض النظر عما إذا كانت تلك المجتمعات في حاجة إليهم.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة استفادت من كونها استثناء عاما لهذه القاعدة؛ لكن لسوء الحظ يأتي انتخاب الرئيس دونالد ترامب ومعه تحذيراته فيغذي شعور معاداة المهاجرين والسياسات المتعلقة بذلك في وقت بات فيه هؤلاء المهاجرون وأطفالهم عنصرًا أكثر أهمية من أجل ازدهار أمريكا.