إن بناء الأوطان ليس بأمر سهل كما أنه لن يتم فى ليلة وضحاها إنما يحتاج لوقت ولجهد كبير بعكس عمليات الهدم والتخريب التى لا تحتاج لوقت وجهد إنما تتم بسرعة البرق والحمد لله.. لا يمر يوم إلا ونجد السيد رئيس الجمهورية يقوم بافتتاح أحد المشاريع القومية الأمر الذى يؤكد أن عملية بناء الوطن تتم بشكل يومى من جانب السيد الرئيس وقواتنا المسلحة الأمر الذى يثلج صدر أى وطنى حقيقى ويحزن مدعى الوطنية والبطولة. فمنذ أيام قليلة.. قام السيد رئيس الجمهورية بافتتاح مشروع الإسماعيلية للاستزراع السمكى وهو مشروع من بين ثلاثة فى هذا المجال حيث يوجد مشروع مزرعة شرق بورسعيد والمقام على مساحة ١٩ ألف فدان وجار العمل به الآن ومزرعة بكر الغليون فى كفر الشيخ والتى يتوقع افتتاحها خلال هذا الشهر كما افتتح مشروع كوبرى النصر العائم على قناة السويس والذى يربط مدن القناة بسيناء ويسهل الانتقال إليها من أجل تنميتها ومشروع تصنيع ١٢ سفينة مجهزة للصيد وكذلك المركز الثقافى الترفيهى ببورسعيد وأثناء حديث السيد الرئيس للمواطنين جاءت بعض العبارات الهامة والمؤثرة والتى بدأها بتوجيه الشكر للرقابة الإدارية ومجهوداتها فى كشف الفساد والتصدى له بكل قوة.
كما أكد أن قضية الفساد الأخيرة التى تم ضبطها ليست موجهة للجهة التى تم ضبطها فيها إنما موجهة فى المقام الأول ضد الفساد كما طالب الحكومة «للمرة المليون» بأن تضبط الأسعار الأمر الذى يؤكد أنه على دراية تماما للأحوال المعيشية للمواطنين حيث قال «إننا نسير بشكل جيد وجادون فى تحركنا وتحقيق النجاح وسننجح أكثر.. راجيا من الحكومة بذل المزيد من الجهد للعمل على ضبط الأسعار».. وكذلك: «مش هقول الحكومة بس هقول حتى للمواطنين ورجال الأعمال من فضلكم.. قفوا بجانب مصر ٦ شهور بس وإحنا هنبقى أفضل بكتير».. ولم تمض أيام قليلة حتى قام بافتتاح مشروع تطوير ميناء سفاجا البحرى ومقر الوحدات الخاصة البحرية، الأسطول الجنوبى، ورفع العلم على حاملة المروحيات «جمال عبدالناصر» وافتتاح ميناء أرقين البرى الحدودى ما بين مصر والسودان وتعميق الممر الملاحى بميناء دمياط.
يتم هذا الافتتاح بعد أيام قليلة من قيام قوى الإرهاب الأسود بقيادة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بتفجير عبوة ناسفة بكمين الهرم بالقرب من مسجد السلام مما يؤدى إلى استشهاد بعض أفراد قوات الأمن والمواطنين الأبرياء الذين تصادف مرورهم أثناء الحادث وكذلك الحادث الأليم الذى تعرضت له كنيسة البطرسية بالعباسية والذى راح ضحيته ما يقرب من ٢٨ شهيدا من إخواننا المسيحيين آخرهم الشهيدة لورنس فانوس الذى توفيت منذ أيام متأثرة بإصابتها بخلاف المصابين الذين يتلقون العلاج بمستشفيات القوات المسلحة وأقيمت الصلوات على الشهيدة لورنس فانوس داخل ذات الكنيسة التى شهدت التفجير بعد قيام القوات المسلحة بترميمها فى وقت قياسى وإعادتها إلى حالتها ولن نقول إلى أفضل ما كانت عليه ونفذوا وعد السيد رئيس الجمهورية وأثبتنا للعالم كله أن عمليات الإرهاب والتخريب لن توقفنا عن إعادة بناء الوطن وجاءت كلمات السيد الرئيس مؤثرة كما أنها لها دلالتها.. حيث قال «فيه ناس بتقلل من العمل».
وكلام السيد الرئيس سواء أثناء افتتاح مشروع الاستزراع السمكى بالإسماعيلية أو أثناء افتتاح تطوير ميناء سفاجا كلها كاشف للبعض منا الذين يبذلون الجهد من أجل بث الإحباط لدى الشعب والتقليل من أهمية ما نقوم به من مشاريع قومية عملاقة ستدر الخير فى المستقبل القريب وتنفيذ الأجندة الأجنبية لأعدائنا وبدلا من أن تقوم ببذل الجهد من أجل التكاتف والاصطفاف خلف قيادتنا الوطنية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى وزملائه من قادة عظام من أجل الخروج من عنق الزجاجة والأزمة الاقتصادية الخانقة التى نتعرض لها وراجعة فى المقام الأول للأنظمة السابقة المتعاقبة، ولا ذنب لقيادتنا الحالية فى حدوثها نتيجة أخطاء قاتلة ومتراكمة لهذه الأنظمة وفسادها وما أقدمنا عليه من إجراءات اقتصادية قاسية فرضت علينا وليست نتيجة رغبة ذاتية مما أدى إلى زيادة أسعار كافة السلع زيادة تجاوزت الـ١٠٠٪ ومن المتوقع أن يكون هناك موجة أخرى من الزيادات بسبب أن سعر الدولار فى صعود واقترابه من كسر حاجز العشرين جنيها، كما جاء على لسان رئيس شعبة تجارة المواد الغذائية إلى جانب وجود عدد من التجار عديمى الوطنية الذين لا يهمهم سوى الكسب الحرام وتحقيق الأرباح والذين يقومون بإخفاء السلع فى المخازن ثم يعيدون عرضها بأسعار أزيد بعد تعطيش السوق كما هو حادث فى سعر السكر والذى أصبح سعر الكيلو منه يتراوح ما بين ١٥ جنيها، ٢٠ جنيها والأمل يروادنا فى تحسين وضعه وحدوث انفراجة فيه بعد الاتفاق مع مزارعى القصب على توريد محصولهم وزيادة سعر توريد الطن من ٤٥٠ جنيهًا إلى ٦٥٠ جنيها، كما سيتم إعادة تشغيل مصنعى سكر أسوان ويضاف لذلك جهد وزارة التموين بعد قيامها باستيراد السلع الأساسية وأصبحت أرصدتها آمنة وتكفى احتياجات المواطنين لمدة ٦ شهور ولكن هناك خطرا من موجة الزيادة فى شهر يوليو القادم بسبب زيادة الشريحة الجديدة المتوقعة لأسعار الكهرباء والبنزين والسولار وكذلك اللحوم والفراخ نتيجة زيادة أسعار الأعلاف، وهذا يتطلب منا مطالبة الحكومة بتنفيذ توصيات السيد الرئيس بالحد من ارتفاع الأسعار وتلافى آثارها وتوفير الأعلاف للمربين والضرب بيد من حديد لمافيا السوق والتجار المحتكرين وإحالتهم لمحاكمات أمن الدولة العاجلة، والأخذ بنظام التسعيرة الجبرية ونأمل فى تنشيط دور مباحث التموين وتحذو حذو الرقابة الإدارية فى تصديها للفساد، وهناك من يحاولون إلى شق الصفوف وإحداث شرخ فى الاصطفاف وذلك بإثارة قضايا فرعية وخلافية ويعتمدون على صوتهم العالى، وهم ليس لهم تواجد حقيقى وسط الجماهير ويتخيلون بأنهم سيحققون مكاسب كما كان هو حادث فى زمن الأنظمة الفاسدة السابقة، وتناسوا بغبائهم المستحكم أن نظامنا الوطنى الذى اخترناه بإرادتنا الحرة يختلف كل الاختلاف عن تلك الأنظمة السابقة لأن أيديهم نظيفة وليسوا فاسدين، بل إنهم يتصدون بكل قوة لكل ما هو فاسد بمن فيهم هؤلاء الذين انكشفوا وتعروا أمام الشعب، وسيكون مصيرهم مزبلة التاريخ؛ لأن الفرصة كانت مواتية لهم لتحقيق الشعارات التى رفعوها ولكنهم أبوا، واختاروا المتاجرة والمزايدة بها ولا يبقى أمامنا سوى تكرار الدعوة لكل الشرفاء من أبناء الوطن وأن نتكاتف ونصطف خلف قيادتنا الوطنية أيا كانت صعوبة الحياة من أجل إعادة بناء الوطن، وإننا لمنتصرون بإذن الله.