سلط الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية الضوء على إقبال الكثير من البريطانيين على دفع الآلاف لشركة روسية لتجميد أدمغتهم عندما يموتون، على أمل أن تتم إعادتها إلى الحياة فى المستقبل.
وتزعم شركة KrioRus الروسية أنها تقدم صفقة جيدة مقارنة بالأسعار التى تعرضها المختبرات الأمريكية التى تجمد الدماغ البشرى فقط بسعر 10 آلاف استرلينى، إذ سيتم تجميد المخ لوضعه فى جسم إنسان جديد عندما تسمح التكنولوجيا، ووقع أستاذ بالطب متقاعد وعالم على عقد موقع مع KrioRus ومقرها موسكو.
وعندما يموت الناس ستكون رفاتهم المجمدة فى الثلج الجاف معبأة، وستنقل جوا أو سيتم نقلها برا إلى روسيا، ليتم تخزينها لعشرات السنين أو القرون أو حتى لفترة أطول فى ثلاجات ضخمة داخل مستودع قارس البرودة داخل قرية تحيط بها المنازل الخاصة نحو 47 ميلا بالشمال الشرقى من الكرملين.
وفى المستقبل، عندما تسمح النانو تكنولوجى، تأمل الشركة أن يتم إجراء محاولة لإعادة العقول المجمدة إلى الحياة، وبالنسبة للبعض يعد هذا الأمر كابوسا أو خيالا علميا وإهانة للطبيعة، بينما يعتبره البعض الآخر احتمالا واقعيا وخطوة محيرة نحو الحياة الأبدية.
فالإجراء المتبع هنا استخدم من قبل للحفاظ على ما تبقى من طفلة بريطانية ضحية للسرطان تبلغ من العمر 14 عاما وتعرف فقط باسم JS، والتى ذهبت إلى المحكمة العام الماضى فى أيامها الأخيرة للسماح بتجميد جسدها فى منشأة فى الولايات المتحدة، على أمل أن تتمكن من استئناف حياتها فى المستقبل بعد أن يتقدم الطب ويقفز الفهم الطبى إلى الأمام.
وتسعى هذه الشركة الروسية التى لديها الآن 52 جثة أو عقلا معبأ فى قوارير تخزين مليئة بالرفات البشرى، بنشاط لإقناع المزيد من العملاء، وتدعى تقديم خدمة أكثر فعالية من حيث التكلفة للمرضى.
وحصلت صحيفة ديلى ميل البريطانية على حق الوصول الحصرى إلى المرفق، أثناء إعطاء الخزانات العملاقة العبوة نصف الشهرية من النيتروجين السائل فائق البرودة، إذ تدفق ضباب شبحى من الأحواض المليئة بالبقايا البشرية، عند غرس مهندس هذه الحاويات بالجرعة المطلوبة من هذا الكوكتيل الكيميائى.
ويمتلئ المستودع بعدد من الأعلام التابعة لعملاء الشركة، فقوانين الخصوصية تمنع KrioRus من تسمية عملائها دون موافقتهم المسبقة، لكن قال Valeria Udalova المدير العام إن اثنين من العملاء البريطانيين الرجال التى تصل أعمارهم الآن إلى الستين وقعا على الأوراق اللازمة، بحيث سيتم تنفيذ تعليماتهم لتبريد أدمغتهم بعد وفاتهم، واحد منهما أستاذ بارز فى الطب والذى اختار تجميد جسمه كاملا فى المستقبل، بينما الشخص الآخر فهو عالم والذى اختار فقط تجميد مخه.