تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رأت الباحثة التركية إميل بارلار دال أن منهج بلادها إزاء الصراع في سوريا والمتمركز حول بشار الأسد لم يلقَ دعمًا من الحلفاء الغربيين على نحو عزلها تدريجيا في الشرق الأوسط فلم تستطع متابعة نهجٍ مرنٍ ومستقل إزاء الأجندة السورية.
وقالت الباحثة - التي تشغل أستاذ العلاقات الدولية المساعد بجامعة مرمرة: إن دخول روسيا إلى الساحة السورية في سبتمبر 2015 والذي تزامن مع تعزز الوجود الإيراني على الأرض قد ترك تركيا أكثر عرضة لانتشار الحرب الأهلية في أراضيها.
وأشارت - في مقال نشرته مجلة "نيو ستيتسمان "البريطانية - إلى أن تلك العوامل يبدو أنها قد دفعت تركيا إلى مراجعة سياستها إزاء سوريا، واضعة نصب عينيها تغير التوازن الإقليمي واستراتيجيات القادمين الجدد أمثال روسيا، لافتة إلى أنه على الرغم من تلك المراجعة لحساباتها الإقليمية، إلا أن تركيا كحليف قديم للغرب وكعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم تغير بعد موقفها في سوريا؛ ولا زالت تحفظاتها الرئيسية متمركزة حول مستقبل نظام بشار الأسد.
وأوضحت الباحثة التركية أن زيادة الآثار السلبية المنتقلة من الحرب السورية، مصحوبة باستراتيجية الغرب بعدم التدخل، يبدو أنها أجبرت أنقرة على الرجوع إلى استراتيجيتها التقليدية المتمثلة في تنويع خيارات سياستها الخارجية وشركائها، خاصة وان بلادها تبدو أكثر الدول الإقليمية تأثرا بالحرب الأهلية السورية (حسب قولها)، حيث باتت هدفا مباشرا لجماعات العنف المتواجدة في سوريا، أمثال تنظيم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكرية "وحدات حماية الشعب"، بينما استأنف حزب العمال الكردستاني العنف ضد الدولة التركية بعد عملية سلام استمرت زهاء 3 سنوات.
وأكدت دال أن تقاعس أمريكا عن الاضطلاع بدور وسيط السلام في سوريا سمح لروسيا بالاضطلاع بدور قيادي في الأزمة وعزز من قدرتها على المناورة على الأرض، مرجحة أنه في ظل الغموض المكتنِف سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إزاء سوريا، فإنه يبدو من المحتمل أن يجد اللاعبون الإقليميون فرصة لتعزيز أدوارهم في التعامل مع الأزمة في الأشهر المقبلة.
ورأت الباحثة أن الحاجة الآن باتت أكبر إلى كافة القوى الموجودة في سوريا (روسيا وإيران وتركيا) للاضطلاع بدور أكبر لاستعادة النظام الأمني وتشكيل بيئة ما بعد الحرب السورية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن وجود تركيا في هذا الائتلاف يوضح الفشل الذريع للاعبين الغربيين في سوريا ويقدم مؤشرات على الطريقة التي سيتم بها تصميم النظام الشرق أوسطي الجديد في المستقبل.