الاستخبارات الأمريكية أصدرت تقريرًا عن جهود روسيا للتأثير فى نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية قالت فيه: نحن نجزم بأن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بحملة فى سنة ٢٠١٦ استهدفت انتخابات الرئاسة الأمريكية. هدف روسيا كان إضعاف ثقة الناس بالديموقراطية الأمريكية، والإساءة إلى هيلارى كلينتون وإيذاء فرص انتخابها رئيسة. نقدّر أيضًا أن الحكومة الروسية كانت تفضل بوضوح دونالد ترامب.
نحن واثقون جدًا من رأينا هذا. التقرير أضاف أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية («سى آى إى» و «أف بى آى» ووكالة الأمن القومي) تقدّر أن بوتين والحكومة الروسية حاولا مساعدة ترامب على الفوز بالرئاسة عن طريق الحط من قيمة كلينتون وتقديمه عليها إذا جرت مقارنة بينهما. الوكالات الثلاث أعلنت ثقتها بهذا الرأى، وكانت ثقة سى آى إى وأف بى آى عالية، ووكالة الأمن القومى متوسطة.
ترامب رفض رأى الاستخبارات الأمريكية، وقال إن تدخل روسيا لم يؤثر إطلاقًا فى نتيجة الانتخابات، وأشرك الصين ودولًا أخرى بالتنصت على مواقع الحكم فى الولايات المتحدة، وهو فعل كل هذا وكلينتون، على رغم انتصار روسيا لترامب، حصلت على ثلاثة ملايين صوت أكثر من منافسها، ما يعنى أنها فى أى بلد آخر فى العالم كانت ستفوز بالرئاسة.
ترامب فاز بغالبية أصوات الندوة الانتخابية التى تقرر الفائز فى الولايات المتحدة. رئيس الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر شهد أمام لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ وأصر على أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تقف بثبات وراء التقرير، وبشكل أقوى من أى مرة سبقت. ماذا قال ترامب؟ قال إن التقرير محاولة للانتقاص من فوزه بالرئاسة، ثم أدخل الصين ودولًا أخرى فى عملية التنصت، وانتقد اللجنة الديموقراطية الوطنية لأنها لم تصن مواقعها الإلكترونية. انتقاده اللجنة يدل على أنه يقر بالتنصت الروسى ثم ينكره علنًا.
بعض أشد الجمهوريين تطرفًا دانوا ترامب، والسناتور ليندسى غراهام، داعية الحرب الذى احتقرته دائمًا، طلب من ترامب أن يصغى لرجال الاستخبارات، فعملهم أن يحموا المواطنين الأمريكيين، وشريكه فى التطرف، السناتور جون ماكين قال إن «كل أمريكى يجب أن يفزع من الهجمات الروسية على بلادنا». كان وزير الخارجية جون كيرى سبقهما وقال لترامب أن يكبر، بمعنى أن يرشُد.
أعتقد أن الأمريكيين انتخبوا رئيسًا أحمق، متطرفًا لا يعرف شيئًا عن السياسة الخارجية، وأقول إن العالم كله سيدفع الثمن مع الأمريكيين لرئاسة ترامب المقبلة. الرئيس المنتخَب يهاجم سلفه باراك أوباما، وكان شكك يومًا فى أنه أمريكى ثم صمت، مع توافر أدلة قاطعة على أن أوباما ولِد فى هاواى.
هو ينتقد كل عمل لسلفه، وقد هدد بأنه سيلغى قانون الرعاية الصحية فور دخوله البيت الأبيض. الاقتصاد الأمريكى كان فى الحضيض سنة ٢٠٠٨، وأوباما أعاده إلى الصدارة.
الشهر الماضى زاد عدد الوظائف فى الولايات المتحدة ١٥٦ ألفًا، وقد زادت الوظائف كل شهر على امتداد الخمسة والسبعين شهرًا الماضية، والبطالة فى حدود ٤.٧ فى المئة. التعافى الاقتصادى الأمريكى هو الأفضل منذ سنة ١٩٣٩ (معلوماتى السابقة كلها أمريكية).
ترامب بليونير ولم يدفع ضرائب منذ حوالى عشرين سنة، وقد أعلن أنه فخور بذلك، كما أيّد تحايلَه الضريبى بعضُ السياسيين الانتهازيين الذين يطمحون إلى دور فى ولايته المقبلة.
تابعتُ رؤساء أمريكا منذ دوايت أيزنهاور، وأنا مراهق، ولم أتصور فى حياتى أن يأتى رئيس أسوأ من رونالد ريجان. ترامب أسوأ، وسيكون عقابًا للأمريكيين لا مثلًا يُحتذى.
نقلا عن الحياة اللندنية