إلى سيادة القائد العام للقوات المسلّحة، الفريق أول عبد الفتاح السيسي..
أولا: أتقدم بالتعازي - ببالغ الحسرة والألم يعتصر قلبي - في فلذات أكباد مصر وزهرة شبابها، الذين قتلوا غدرا بيد خسيسة قذرة، في الساعات الأولى من بداية يوم جديد لم يشهدوه، استقلّوا حافلة الموت، كانوا يظنّون أنها ستنقلهم إلى إجازاتهم وإلى أحضان أسرهم، لم يكونوا على دراية من أنها تنقلهم إلى طريق الموت، ماتوا مغدوراً بهم في غفلة منهم بسيارة مفخخة، فبأي ذنب قُتِلوا؟!، لم يموتوا على الجبهة أو في ساحة حرب أو على الحدود مع العدو الصهيوني، فذلك واجبهم، وكانوا يعرفون أنهم يحملون أكفانهم فوق أيديهم في كل لحظة، ولكن أن يتمّ قتلهم غدرا - بدم بارد ودون أن يحملوا سلاحهم، أو يكونوا في وضع الاستعداد - فذلك منتهى الدناءة والخسة، أدعو الله أن يتقبّلهم شهداء عنده، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.
ثانيا: هؤلاء المجندون - عندما نراجع بياناتهم - ندرك فقر حالهم، وإعالتهم لذويهم، وبالطبع فإن القوات المسلحة تعتني بأبنائها، وبعد اغتيالهم لا بدّ وأن ترعي أسرهم، وتصرف لهم معاشا يليق بها وبهم – رغم أن أموال العالم لا تساوي نقطة دم طاهرة من دمائهم - وما يصبّرهم ويصبّرنا أننا نحسبهم شهداء عند الله.
ثالثا: برجاء النظر قليلا للمجندين، فقد أصبحوا مستهدفين، وذلك واضح جدا - وبالعين المجرّدة - فلا بدّ من تأمينهم وحمايتهم، لأنهم رجال جيشنا العظيم وأبناء مصر المخلصين، لا يتمّ تركهم يستقلون ميكروباصات للذهاب في إجازات، فهناك مرشدون على الطريق، وفي مواقف الميكروباص، يقومون بالإبلاغ عن تحركاتهم، والمجند الذي يخالف التعليمات تتمّ مجازاته فورا ليرتدع الباقون، وعندما تمرّ الحافلات التي تقلّهم على الطريق لا بدّ وأن يكون خاليا ومؤمَّناً تماماً، لا توجد به نقاط ميّتة على الإطلاق، وإذا وجدت سيارة تقف على جانب الطريق، يتم إيقاف الحافلات وتتوجه مدرعة التأمين لتتبيّن أمرها، ولا تمر بمحاذاتها أبدا، وإذا كانت هناك سيارة تسير عكس الاتجاه يتمّ تصفيتها فورا عن بعد، وإذا استطاعت القوات المسلحة توفير طائرة لنقلهم يكون ذلك جيدا.
رابعا: الحقيقة، أن ما يتمّ كله الآن هو حالة عبثية، لا ترتقي إلى ثورة خرج الشعب المصري كله - عن بكرة أبيه - منتفضا، رافضا، صارخا، غاضبا من جماعة خائنة استباحته وسرقت قوته، وتعاقدت لبيع أرضه، وهدّدت أمنه وأمانه وقتلت أبناءه، فكيف تُترك بيننا تعيث فسادا في الأرض والعرض والدم والوطن؟!، طلبت مّنا يا سيادة الفريق أن نخرج خرجنا، طلبت أن نعطيك تفويضا أعطيناك، تم فرض الحظر، ولأوّل مرة نلتزم به تماما، فماذا نحن فاعلون؟، أي ثورة هي خروج على المفروض، وتمرّد على القواعد والقوانين، الثورة هي الاستثناء، فالثورات تسقط الدساتير والأنظمة وتبدأ عهدا جديدا، خرجنا عليهم لا لنشاهدهم كل جمعة يخرجون علينا حاملين شعاراتهم القذرة، وأسلحتهم، مهدّدين متوعّدين لنا، ومن يحاول منعهم من المرور إلى جوار منزله، أو دخول شارعه، إما أن يصيبوه أو يقتلوه، ولا يفرّقون بين صبي أو رجل، أو حتى امرأة يصفعونها على وجهها، أو اخرى يجرّدونها تماما من ملابسها، فقط لأنها تحمل صورتك، فهل نقف مكتوفي الأيدى وهم يمنعون الدراسة في جامعات بناتنا وأولادنا؟، يهدّدون حياتهم ويحرقون المباني والقاعات ويحتجزون الأساتذة، وهل ننتظر وزيرا متأخّر الزمن، هو ورئيس حكومته لا يقومان باتّخاذ اللازم؟!، ويقول هم أبناؤنا أيضا، ماهذا العهر السياسي والتخاذل؟!، هذا اسمه الحقيقي تواطؤ، ومن تم القبض عليهم - ايادي الإخطبوط، لأن الرأس خارج مصر- تم توجيه اتهامات لهم عقيمة مضحكة، طالب في الدفعة الأولى من كلية الحقوق يعرف أنها ستكون واهية غير رادعة ولا منصفة، بعد أن تستنزف وقت وأموال الشعب، فالقاضي يحقّق في أوراق أمامه مهما كان المتهم مجرما، والتهم الموجّهة إليه، فمحامي "شنطة" من أمام المحكمة يخرجه منها، أين المحاكمات الناجزة، الثورية، الفورية، الاستثنائية؟!.
والذي يدعو إلى السخرية أن يُعامل الخائن وكأنه فعلا رئيس سابق، يطلب جرائد وغرفة مكيفة وتلفازا - شاشة بلازما - وتكتمل الكوميديا السوداء، فيكتب بيانا يلقيه أحد محاميه، ويقول فيه كلمة السر- ديليسبس- التي تعطي الإشارة ببدء سلسلة الاغتيالات، قائلا إن دماءهم تروي طريق الحرية والشرعية و"البتنجانية"!، فكيف خرج ذلك البيان من الأساس؟!، والزيارات التي يتم السماح بها لكل القيادات، وأولها رأس الشر- خيرت الشاطر - الذي يعطي أوامره وتكليفاته في كل زيارة له من بناته أو زوجته، وتحدث المصائب بعد كل زيارة، كاغتيال المقدم محمد مبروك، شاهد الإثبات في قضية تخابر مرسي مع أمريكا وإيران وقطر، ولمن لا يعلم، فإن نساء الإخوان هم الآن همزة الوصل بين القيادة والشعب، فهن "الأخوات المجاهدات"، فما هذا العبث؟، وما الذي يجري؟!، هم قرّروا حرق مصر وتدميرها، فهل نقف لنشاهدهم ونكتفي بالمشاهدة؟!، هل ننتظر أن تتحول إلى حرب أهلية وتفجيرات واغتيالات، لأن المسلسل بدأ برجال في الأمن والجيش، وقريبا رمز دينى وإعلامي، فماذا ننتظر؟!، لم نقم بتفويض الببلاوي أو عدلي منصور أو حتى محمد إبراهيم، قمنا بتفويضك أنت، ونزلنا من أجل تفويضك أنت، وانت من نعرف أنك وقفت معنا، وأن الجيش وقف لحمايتنا، طلبت تفويضا فخرجنا جميعا، وقد قلت بنفسك إنه ليس تفويضاً وإنما أمر، قمنا بتفويضك وما زلنا على الاستعداد الكامل، فاستخدم ذلك.. الشعب معك ضد الإرهاب والخونة والقتلة والعملاء والجواسيس.
لذا بصفتي مواطنة مصرية - أعشق تراب هذا الوطن وحياتي فداء له - أطلبها منك وأقول لك: بلدك في حالة حرب يا سيادة الفريق، اعلنها حرباً، شكل حكومة حرب، محاكمات حرب، اقتصاد حرب، إعلام حرب، إجراءات حرب، اعلنها حربا ونحن معك.
الموقّع أدناه..
مواطنة مصرية عاشقة لتراب مصر.