( المواطن الغلبان حسن حصاوي يغشى عليه من حين لآخر، وعندما يفيق لا يفهم ما حدث حوله من تغيرات، ولكن أحيانا ما يجعل من يسمعه هو الذي يغشى عليه).
( حصاوي يري جاره المثقف يقرأ الجريدة ويتمتم كل لحظة وأخرى )
المثقف: الله أكبر.. أهو كده ولا بلاش.. عفارم عليهم.. طلعوا رجالة بصحيح.
حصاوي: ( بدهشة ) هما مين اللي عفارم عليهم ؟
مثقف: الحكومة أصلها قررت تكافح الإرهاب.
حصاوي: لأ ؟ أخيرا ؟ أنا قلت هيستنوا عليهم كمان 49 يوم زي ما عملوا لما
فضوا اعتصام رابعة.
المثقف: لا المرة دي حاجة تانية خالص.. الحمد لله.
حصاوي: ودا من إيه ؟ يكونش أتأكدوا أن البرادعي ساب مصر ؟
المثقف: ما هو ساب مصر من زمان.
حصاوي: أمال كانوا ساكتين ليه؟ أكيد كانوا خايفين يرجع في أي لحظة ويبستفهم
المثقف: لا هو مش راجع إلا مع الانتخابات.
حصاوي: يبقي يا رب يعملوا الانتخابات بسرعة قبل ما يرجع مصر.
المثقف: قبل ما يرجع هتكون الحكومة كافحت الإرهابيين وقضت عليهم.
حصاوي: كويس والله. ربنا يسمع منك. وناوية تكافحهم بإيه ؟
المثقف: ما بدهاش بقي.. بالقوة طبعا هو فيه غيرها؟
حصاوي: طب طمني.. الحكومة بعتت تشتري سلاح ؟
المثقف: ما هي عندها سلاح فعلا.. انت بتستعبط ؟
حصاوي: غريبة أمال ما كنوش بيستعملوه ليه؟
المثقف: عشان أمريكا والغرب كانوا بيقولوا إن حكومتنا بتستخدم العنف ضد المعارضين.
حصاوي: أكن الحكومة ما بقاش يهمّها اللي يقوله الغرب.
المثقف: أيوه ما هي الحكومة كانت مستنية لما أمريكا والغرب يصدقونا.
حصاوي: آه يعني قصدك الحكومة اتجرّأت أخيرا عشان الغرب بطلوا يشنّعوا علينا ؟
المثقف: حاجة زي كده.
حصاوي: بس أنا برضه لسه خايف وقلقان.
المثقف: من إيه بقي؟
حصاوي: الحكومة هتعرف الإرهابيين إزاي؟
المثقف: بكل الوسائل وأولها التحريات والتحقيقات.. ما تخافش.
حصاوي: بس الإرهابيين بدأوا يلبسوا أقنعة صفرا على وشوشهم عشان لما
يطلعوا مظاهرة ويضربوا الناس والشرطة ويحرقوا المنشآت.. الشرطة ما تعرفهمش.
المثقف: لا دي إشاعات يا راجل عشان يخوفونا.. ما حدش يتجرأ يعملهما وإلا الشرطة تقبض على كل واحد ماشي مغطّي نفسه بقناع.. مش ناقص غير اللصوص يعملوا زيهم ويسرقوا البنوك.
حصاوي: إشاعات إيه وهما بيلبسوها من دلوقت.. وبيمشوا بيها في الشوارع على عينك يا تاجر.. وماسكين المطاوي وقنابل الملوتوف كمان.
المثقف: قلت لك ما تصدقش لأن بالشكل دا القناع يخلي الشرطة تعرفهم بسهولة وتقبض عليهم.
حصاوي: كانت قبضت على النسوان المنقبات اللي محدش بيعرف دول ستات ولا رجالة أو حتى نسوان من حماس أو أجانب من جنسيات تانية.
المثقف: عيبك إنك جاهل وعشان كده بتصدق الإشاعات.
حصاوي: طب بص الجرنان دا.. أهو فيه صورهم في الصفحة الأولى بالأقنعة الصفرا.. واقفين في الشارع في عز النهار ورافعين إيديهم بإشارة رابعة.. والصحفي واخد منهم أحاديث وناشرها.. مش ناقص غير يطلعوهم في السيما.
المثقف: غريبة.. يعني إيه؟
حصاوي: وهما نفسهم قايلين إنهم بيلبسوها عشان الشرطة ما تعرفهمش.. وقالوا إن دا من حقهم.. إيه رأيك بقى؟
المثقف: الحقيقة.. الحكاية دي مش لاقي لها تفسير.
حصاوي: يكون الدكتور زياد بهاء الدين استقال من الوزارة والحكومة خافت حد تاني يهدد بالاستقالة ؟
المثقف: أبدا ما استقالش.. ولو إني بقالي يومين مش سامع له حس.
حصاوي: مش بقولك؟.. يبقى استقال.. يمكن البرادعي استدعاه من أمريكا.
المثقف: لا يمكن.. افتكر خير يا راجل.. وعلى فكرة انت مقاوح وغلباوي وبس.. وسودت الدنيا في وشي ومش هتناقش معاك تاني ( وينهض مغادرا ).
حصاوي: طب خلي بالك من نفسك.. لحسن تبص تلاقي الدكتور زياد بهاء الدين طالع لك فجأة.. وأنت مش عامل حسابك.
( المثقف يغشى عليه )