يوافق اليوم 9 يناير2017 الذكرى السادسة
والخمسين لوضع حجر الأساس لأعظم مشروع فى القرن العشرين وهو السد العالى فى أسوان.
وقال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن السد، ردا على
سحب البنك الدولى تمويله للسد: "إننا هنبنى السد يعنى هنبنى السد حتى لو اضطررنا من أجل
بنائه للعمل بالمقاطف والفئوس".
وقال المهندس حلمى السعيد، وزير الكهرباء والسد
العالى الأسبق، فى مذكراته: "إنه فى ١٩٥٩ صدر قرار بإنشاء اللجنة العليا للسد
العالى وكانت توجد دراسات للسد العالى بدأها المهندس محمود يونس والمهندس سمير
حلمى وكان قبل ذلك أن جاء رجل يونانى اسمه دانينوس عام ١٩٥٥ وتقدم بمشروع اقتنع به
مجلس قيادة الثورة وبدأ محمود يونس وسمير حلمى يعملان إعلاميين للمشروع وبدأ
استدعاء الخبراء الأجانب وتم تشكيل لجنة عليا للسد العالى كان رئيسها المشير
عبدالحكيم عامر وكنت سكرتيرًا عاما لها وكانت أول خطوة عمل لى هى تجميع جميع
الدراسات والأبحاث للاستفادة منها كما صاحبت المشير عبدالحكيم عامر فى زيارته إلى
الاتحاد السوفيتى لتوقيع عقد تمويل السد العالى".
وحضر خبراء روس منهم خبير يدعى «ماليشيف» وهو الذى بنى
سدًا كبيرًا على نهر الفولجا يشبه (السد العالي) ونجد البقية لدى سامى شرف حيث
يقول: إن فكرة دانينيوس، حظيت باهتمام كبير من القيادة كما تولى دراسة المشروع
البنك الدولى للإنشاء والتعمير، وأخذ عبدالناصر يبحث عن مصادر لتمويله.
وكان إنشاء السد العالى أول مشروع للتخزين المستمر
على مستوى دول الحوض، وكان المهندس المصرى اليونانى الأصل أدريان دانينوس، تقدم
إلى قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه
وتوليد طاقة كهربائية منه وبدأت الدراسات فى 18 أكتوبر 1952 بناء على قرار مجلس
قيادة ثورة 1952 من قبل وزارة الأشغال العمومية «وزارة الرى والموارد المائية
حاليًا»، وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات، حيث استقر
الرأى على أن المشروع قادر على توفير احتياجات مصر المائية، وفى أوائل1954 تقدمت
شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، وقامت لجنة دولية بمراجعة هذا
التصميم، وأقرته فى ديسمبر 1954 كما تم وضع مواصفات وشروط التنفيذ، وطلبت مصر من
البنك الدولى تمويل المشروع، وبعد دراسات مستفيضة للمشروع أقر البنك الدولى جدوى
المشروع فنيًا واقتصاديًا.
وبدأ بعرضه على البنك الدولى للإنشاء والتعمير الذى
أكد سلامة المشروع وبدأ الاتحاد السوفيتى يدخل كطرف ثالث وفى سبتمبر عام ١٩٥٥
تحركت بريطانيا لتحذير واشنطن من التهديد السوفيتى وأعلنت الخارجية الأمريكية فى ١٦
ديسمبر ١٩٥٥ أن كلًا من البنك الدولى وأمريكا وبريطانيا سيمول المشروع بتكلفة تبلغ
1.3 مليار غير أن الشروط جاءت تعجيزية ومجحفة وأثارت غضب عبدالناصر ورفضها.
ثم قال الأمريكيون بجلاء: «نأسف لأننا لن نساعدكم فى
بناء السد العالى وقد قررنا سحب عرضنا»، «فكان قرار التأميم»، وسحب البنك الدولى عرضه
فى 19 يوليو 1956.
وفى 27 ديسمبر 1958، تم توقيع اتفاقية بين الاتحاد
السوفييتى ومصر، لإقراض مصر 400 مليون «روبل» لتنفيذ المرحلة الأولى من السد، وفى مايو
1959 قام الخبراء السوفييت بمراجعة تصميمات السد.
وفى ديسمبر 1959، تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان
السد بين مصر والسودان، وبدأ العمل فى تنفيذ المرحلة الأولى بوضع حجر الأساس «زى النهارده
» فى 9 يناير 1960، وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة،
وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى منسوب 130 مترًا، وفى 27 أغسطس 1960 تم
التوقيع على الاتفاقية الثانية مع الاتحاد السوفييتي، لإقراض مصر 500 مليون «روبل»
إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد.
وفى منتصف مايو 1964، تم تحويل مياه النهر إلى قناة
التحويل والأنفاق وإغلاق مجرى النيل، والبدء فى تخزين المياه بالبحيرة، وفى المرحلة
الثانية تم الاستمرار فى بناء جسم السد حتى نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء
وتركيب التوربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء.
ويورد سامى شرف معلومات أساسية حول السد العالى فقد
تكلف ٤٠٠ مليون جنيه وبدأ تنفيذ المشروع فى ٩ يناير١٩٦٠، وانطلقت الشرارة الأولى
من محطة كهرباء السد العالى فى أكتوبر 1967، وبدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد
العالى منذ 1968 وفى منتصف يوليو 1970 اكتمل صرح المشروع، وفي 15 يناير 1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي.