لحظات أخيرة وبدأ اهل حلب
يودّعون مدينتهم، في تلك اللحظة كانت السيدة فيروز هي الحاضر الغائب معهم، وكأنهم
كانوا يرون فيها ذاك الشخص الذى يواسيهم على ترك بيوتهم وقراهم وذكرياتهم فبدأ كل
منهم يكتب أغنياتها على جدران منزله، وكان لاختيار الأغاني التي كتبوها دليل واضح
على أنهم رافضون فكرة الخروج بلا عودة.
فكتب الأول: "راجعين
يا هوى"، تلك الأغنية التي غنتها فيروز عام 1974 من ضمن مسرحية "لولو"
والتي مثلت فيها دور البطلة التي حكم عليها ظلما بتهمة القتل عمدًا غنت تلك الأغنية
في إشارة إلى أنها ستعود لبيتها ووطنها فقالت فى مطلع الأغنية: "راجعين يا
هوى راجعين يا زهرة المساكين راجعين يا هوى على دار الهوى على نار الهوى راجعين".
فيما كتب أحدهم على أحد
الجدران "وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان" تلك الأغنية التي غنتها فيروز
من كتابة الشاعر طلال حيدر والتي تغنت بها عام 1979 ولها قصة مشهوره عن 3 شبان
قاموا بعملية انتحارية ضد إسرائيل من أجل عودة وطنهم.
أما عن الأغنية الثالثة التي ملأت جدران حلب كانت بعنوان "سنرجع يومًا" والتي تقول فيروز في مطلعها: "سنرجع يومًا إلى حيّنا، ونغرق في دافئات المنى، سنرجع مهما يمرّ الزمان __ وتنأى المسافات ما بيننا" وكانت هي الأغنية الاكثر ملائمة للوضع الحالي لحلب وتهجير أهلها.
وعلى جانب آخر لم تنتهِ معركة فيروز وحلب بعد التهجير، ولكن نشبت في الفترة الأخيرة خلافات حادة بعدما قامت التعبئة التربوية في حزب الله بمنع بث أغاني السيدة فيروز في مبنى كلية الهندسة التابع للجامعة اللبنانية، في منطقة الحدث مبررين أن بعض الناس لا يسمع الأغاني".
وقد جاء المنع بعدما حاول الطلاب إقامة ذكرى ميلاد صديقهم محمد حمادة الذي توفي في حادث سير منذ عام، وقاموا بتشغيل الأغاني التي كان يحبها وهى أغانى السيدة فيروز بحضور والدته في باحة الكلية بعد حصولهم على إذن من مدير الكلية بحس ما ذكره الإعلام اللبنانى.
مما اضطر عددا كبيرا من الطلاب لشن هجوم كبير على حزب الله تحت هاشتاج #مين_بيمنع، ولم ينته الامر على ذلك بل قام أحدهم بالجامعة بحمل لافتة كتب عليها " أغاني فيروز حرام بس قتل أطفال سورية حلال " وهو ما عرضه للتهديد بالقتل مما اضطرت إدارة الجامعة بحذف صورته خوفا على حياته.
وفي هذا السياق أصدر حزب الله بيانا يدين فيه ما حدث مؤكدا أن الإعلام هو الذى ضخم الأمر بهذا الشكل، وأن المقصود ليس ما قيل ولكن كان المقصود هو تنظيم الحفلات والنشاطات، ولا تقام جزافا وعلى جموع الطلاب الامتثال للأمر.
للعوده الى باقى الملف من هنا