السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

حلب تتحدث.. الباصات الخضراء "رحلة بلا عودة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى هذا التقرير، الذى جمعناه ضمن ملفنا "حلب تتحدث" عن الحصار، لن نعرض حقيقة أمر مزيف، ولن نتحدث عن أخبار وشهادات، ولكن سنتحدث فى إيجاز عن مفارقة غريبة حدثت مع تهجير أهل سوريا. 

الباصات الخضراء تلك التى على أعتابها أجبر كل من يستقلها للخروج من حلب أن يلقى آخر أمل له بأن يعود مرة أخرى إلا لو كان مضحيًا بحياته، فبعد أن كان اللون الأخضر يمثل الخصوبة والحياة أصبح اليوم يمثل لأهل سوريا خصوصًا المناطق المعارضة شبح التهجير من أرض الوطن.

تعود القصة إلى عام 2008، حيث تم تنفيذ هناك اتفاق بين "الأسد" والصين على استيراد 600 من باصات النقل الداخلي الجديدة، وتم توقيعه في عام 2005، وتأخر وصولها ثلاث سنوات لتصل في التاريخ المذكور أعلاه، وكان قد تم توقيع عقًدا مع شركة زيجيان تيميس بقيمة 30 مليون دولار لكن المشروع واجه صعوبات تمويلية أخرى تسليم الكمية المطلوبة، ولكن بعد وصولها الى سوريا لاقت ترحيب كبير جدا من المواطنين وقتها، ولم يكن يعلم احدهم انها يوما ما ستكون وسيلة لتهجيره من بلده وأرضه.



وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام، فان الحكومة السورية كلفت، في عام 2009، الشركة العامة للنقل الداخلي للإعلان عن تلقي عروض لشراء ألف باص نقل داخلي تعمل على الغاز وتخصيصها لمدينة دمشق، بينما شهد عام 2010 زيادة عدد الباصات المستوردة من الصين بواقع 150 جديدة مخصصة لدمشق فقط، مع وعود بإخراج "السرافيس" بشكل كامل من دمشق، مع وصول تعداد الباصات الخضراء إلى ألف. 

وفي عام 2011 ومع انطلاق الثورة السورية، بدأت مهام الباصات الخضراء تنتقل من مجرّد "النقل الداخلي"، إلى النقل بين المدن والمحافظات، ولكن ليس للركاب، بل لجنود جيش النظام بين القطع العسكرية.

وخلال أول عامين بالثورة السورية، تعرّض قطاع النقل الداخلي لأضرار كبيرة أدّت بحسب تصريح لمدير "الشركة العامة للنقل الداخلي"، إلى خروج 90% من باصات الشركة عن الخدمة، فيما وعد مدير قطاع النقل في محافظة دمشق نهاية عام 2013 بتأهيل 150 من الباصات المتضررة



فيما شهدت الباصات تحولًا جديدًا وكبيرا فى العام 2014، فقد استخدمها النظام السوري للمرة الأولى لإجلاء السكان والمقاتلين المحاصرين في أحياء مدينة حمص القديمة، وإيصالهم إلى الريف الشمالي، بعد التسوية التي قضت بخروج مقاتلي المعارضة والراغبين من الأهالي قبل سيطرة النظام على أحيائهم، ليتم اعتمادها كراع رسمي لجميع الحلات المشابهة فيما بعد.

وبحسب ما ذكره النظام السوري فى إحصائية له، فإن أعداد باصات النقل الداخلي انخفضت من 928 عام 2011، إلى نحو 500 خلال عام 2014، بينما وصل إلى أقل من 50 عامًا 2015، الأمر الذي دفع النظام إلى زيادة عدد الباصات التابعة لشركة النقل الداخلي الحكومي، فعقد صفقة جديدة مع الصين عام 2015، استورد فيها 200 باص جديد للتشغيل.

 واليوم أصبحت تلك الباصات رسول الهجرة ومصدر شؤمًا على كل من يراها، ينادى على الركاب أن يلقوا بآخر أمل لهم فى العودة مرة أخرى إلى بيته.


للعوده الى باقى الملف من هنا