ما بين ظلمة الليل الحالك، وقسوة البرودة جلس الجميع ووضع الشاب محمد الفردوسي يده في يد حماه حسان قلعية، الذى قال له: "زوجتك ابنتي على مهر معجلة 600 ألف ليرة سورية غير مقبوضة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وحُسن المعاشرة"، فرد عليه محمد قائلا: "قبلت الزواج من ابنتك على ما ذكرت من المهر على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وحسن المعاشرة".
"وكم من معبر للموت ولدت فيه الحياة"، تلك الكلمات كانت اختصارا لما حدث بإحدى المعابر السورية التي فتحت لتهجير اهل حلب، تحديدا يوم الإثنين 19 ديسمبر الماضي، القصة لم تكن مجرد زيجة ولكن كانت ولادة حياة جديدة تحت أنقاض المدينة.
بدأت القصة حين كان المصور باسم ايوب يتجول هو وصديقه سراج الدين برفقة الشيخ أنس حشيشو لتصوير أوضاع المهجرين بالمعبر، وإذا بشاب جاء للشيخ "أنس"، بحسب ما رواه باسم فى مقابلة خاصة مع "البوابة نيوز" ضمن ملف "حلب تتحدث"، وطلب من الشيخ أنس أن يعقد قرانه على خطيبته.
يكمل باسم: "كان الشاب على معرفة بالشيخ أنس فقال له: "جاهز أن تكتب كتابنا"، فوافق الشيخ دون تردد، وسأله عن الميعاد والمكان، فقال له العريس: "هنا والآن"، وقد حدث"، واستأذناهم في تصوير عقد القران، وقمنا بتصويره كاملا.
ويتحدث "سراج الدين"، أحد الذين قام بتصوير الواقعة، عن مشاعره قائلا: "الظريف أن الأمر صار بالمعبر أثناء رحلة الخروج، صراحة كان الشعور غريب، فكان مزيج بين استغراب وفرح وحزن".
ويضيف: "حزن على الحال اللي كنا فيه بالتالي نحن عمنطلع من مدينتنا وأرضنا وفرح أنو الشعب بغض النظر عن الصعوبة راح يتابع حياته، ومتل التعليق اللي كتبناه " كم معبر للموت.. فيه الحياة" واستغراب من الموعد وطريقة تحديد هالمناسبة، هو صراحة أنا لبين ما خلصنا كتب الكتاب وانا مصدوم بالشي يللي عبصير ومبسوط بنفس الوقت".
ويختتم: "حتى إنه التصوير كان بكاميرا موبايل لأني كنت نسيان أجيب معي كاميرتي بس سبحان الله وللناس فيما يعشقون مذاهب".
وعن تعليق الشيخ انس على هذا الموقف قال: "من معبر الموت يولد لنا أمل، ما يعزينا في هذه الأيام العصيبة على فراق حلب أننا حضرنا على ولادة أسرة حلبية جديدة، فالناس تخرج من معبر الموت للحياة، وإخوان محمد يخرجون حياة جديدة من الموت".
للعوده الى باقى الملف من هنا