"لم يكن هناك مواد ليكون هناك نقص"، بهذه الكلمات البسيطة والمختصرة، وصف لنا جمعة موسى، مؤسس إحدى الفرق التطوعية، تُدعى "لأجل من تبقوا"، وذلك أثناء حديثه معنا خلال ملف "حلب تتحدث"، حول الوضع الإنساني المأساوي الذى عانوا منه.
ثلاثة أيام فشلت فيها كل محاولاتنا للتواصل معهم، وفي يوم السبت 17/12/2016، وصلتنا رساله أخيرًا عبر "واتس آب"، من جمعة موسى، قال فيها:"أهلًا أخي، انت بتعرف ما فى نت بحلب ونحنا خرجنا البارحة من حلب".
موسى هو أحد مؤسسي فريق "لأجل من تبقوا"، والذي بدأ منذ عام ونصف في محاولات لمساعدة من لا يزالون على قيد الحياة من أهل حلب، ومن هنا وقع اختيار الاسم لفريق يتكون من 9 شباب و4 بنات.
وقال جمعة، في حوارٍ خاص بـ"البوابة نيوز": "بدأنا منذ عام ونصف تقريبًا جمع تبرعات شخصية من الفريق نفسه لمساعدة أهلنا من المحاصرين، والمرضى، ومن ثم استطعنا الحصول على بعض التبرعات القليلة لدعم الفريق".
وعن سبب اختيارهم لاسم الفريق والصعوبات التي واجهتهم، قال:"من تبقى في حلب على قيد الحياة هم قلة، ومن هنا جاءت لنا فكرة الاسم، وعن الصعوبات فهي كثيرة أهمها كان قلة الدعم المادي، فنحن كنا نحتاج الكثير من الأموال حتى نستطيع أن نغطي كافة احتياجات المحاصرين".
وتابع: "وسائل التنقل كانت قليلة جدًا، وصعبة، وهو ما يعيق حركتنا بين القرى المحاصرة، لإيصال المساعدات للمحتاجين، القصف كان مخيفًا، وله عامل كبير في إعاقة حركتنا بسبب الغارات التي كانت مستمرة طوال الليل والنهار".
لم يتوقف عمل الفريق بعد خروجهم من حلب، بل أصبح خروجهم يشكل لهم مرحلة عمل جديدة، بدأوها بالفعل، منذ أيام، في ريف إدلب.
وعن أبرز تلك المواقف الإنسانية التي لن ينسوها أبدًا، قال موسى:"تهدم منزل كامل على أهله بسبب القصف، وتم إخراج من تحت الأنقاض، طفل عمره 3 أيام فقط، فاقدًا لأبويه، لم نتركه ولكن بقيا معنا 11 يومًا نرعاه، حتى تم إيوائه".
وعن صعوبة الفترة الأخيرة، ورحلة خروجهم من الممرات، قال:"لم يكن هناك أصلًا أي مواد إغاثية، حتي نقول إنه كان هناك نقص في تلك المواد، فالأيام الأخيرة كانت صعبة بكل الأشكال، اما خروجنا فكان الطريق لا يتجاوز الـ 6 كيلومترات، ولكن أخذنا فيه 4 ساعات وربع حتى استطعنا الخروج بسبب التفتيش".
وعن رسالتهم الأخيرة للعالم كله قال:"نحن أصحاب قضية حق".
للعوده الى باقى الملف من هنا
