الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر تحتفل بـ"المحبة والسلام".. عيد الميلاد المجيد يجدد رسالة المسيح.. البيوت تتزين بشجرة الكريسماس.. توزيع الكعك والبسكوت على الجيران.. والسيسي يدعم الوحدة الوطنية ببناء أضخم كنيسة ومسجد

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل مسيحيو مصر والعالم الأرثوذكس، اليوم السبت، بعيد الميلاد المجيد، وذكرى ميلاد المسيح الذي يمثل رحمة ومحبة ومغفرة للعالم.
وتختلف تسمية وموعد هذا العيد فى الشرق عن الغرب، ففي الغرب يسمى "الكريسماس"، ويتم الاحتفال به يوم 25 ديسمبر من كل عام، فيما تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر بهذا العيد يوم 7 يناير من كل عام، الموافق 29 كيهك بالتقويم القبطي، حيث يُعَدّ هذا الشهر شهر التسبيح بالكنيسة القبطية.

وكما صام النبيُّ موسى 40 يومًا ليتسلم الوصايا الإلهية، فإن الكنيسة القبطية تصوم 40 يومًا لاستقبال ذكرى ميلاد المسيح "طفل المذود الكلمة الإلهية"، لتدوم ذكراه للأبد.
وتقوم البيوت المصرية المسيحية في نهاية فترة الصوم، بتزيين شجرة الميلاد، وتتزين البيوت لاستقبال العيد بعد تنظيفها بالكامل؛ لاستقبال هذه المناسبة، وغالبًا ما تكون هناك مفروشات تُفرَش خصيصى للعيد.
ويوم عيد الميلاد المجيد فى مصر يوم عطلة رسمية، ويحتفل به المصريون- المسيحيون والمسلمون على السواء- ويتبادل الجميع التهاني والزيارات، مثلما يحدث في أعياد المسلمين؛ لارتباط الأعياد في مصر ارتباطًا وثيقًا بالحب المتبادل بين الناس والعطف على الفقراء، وما تحمله من أسمى معاني الوحدة الوطنية، وما تبعثه للعالم من رسالة محبة وسلام.
وكما هي الحال في كل المناسبات الدينية المسيحية والإسلامية، فإن لعيد الميلاد مَذاقًا خاصًّا في مصر، ورغم اختلاف الترتيبات من فرد لآخر ومن أسرة لأخرى، فإنها تجتمع في النهاية على تجهيز الأطفال والشباب للملابس الجديدة؛ لحضور قداس ليلة العيد هو الاحتفال الرسمي من الكنيسة، وفى يوم العيد تتجمع العائلات في البيت الكبير، ويتم توزيع العيديات، وتناول الكعك والبسكوت، وتوزيع جزء منه على الأحباب والجيران خاصة المسلمين.
ويوم العيد يأتي صبيحة الاحتفال الديني فى الكنيسة، ففي الساعة الثانية عشرة بعد منتصف ليلة يوم العيد (ليلة الأمس)، دقّت الأجراس في مختلف الكنائس القبطية الأرثوذكسية بمحافظات مصر؛ احتفالًا وفرحًا بميلاد يسوع، متسامية بذلك على أحزانها وفقدِها الشهداء فى الكنيسة البطرسية، وهذا اليوم هو يوم بهجة للجميع على اختلاف وضعهم الاجتماعي، خاصة الفقراء والمحتاجين حيث يتم توزيع الهدايا والكِساء عليهم ليشعروا باهتمام الله، وببهجة العيد.
وقداس عيد الميلاد المجيد أجمل وأبهج ما في ليلة العيد، بألحانه المُبهجة الرائعة، وفرحة الجميع بميلاد الطفل يسوع وملابس الكهنة الرائعة، وأضواء الشموع التي تعطي إحساسًا بالخشوع والفرح، وزاده بهجة هذا العام حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى القداس، فى سابقةٍ هي الأولى من نوعها لرئيس مصري، ووعْده ببناء أضخم كنيسة ومسجد فى العاصمة الإدارية الجديدة، مجددًا بذلك عهد الوحدة الوطنية بين المصريين جميعًا.
دقّت الأجراس لتعلن عن بدء عام جديد، ولتقول للعالم أجمع إن مصر بلد آمن، وحين انتهى القداس بعد منتصف الليلة الماضية، خرج المصلُّون من الكنيسة يهنئ بعضهم البعض، ثم عادوا لمنازلهم لتناول العشاء الفاخر المُعَدّ من الظهيرة بعد الصيام.
ذكرى المسيح ستدوم إلى الأبد، حيث أجمعت كل الكنائس المصرية على أن الاحتفال بعيد ميلاد المسيح، اليوم، مثل كل عام لن يتغير فيه شيء، وضرورة لا تلغيها أي ظروف أو أحداث مهما كانت، فبأداء الصلوات داخل الكنيسة والدعاء لمصر، يحفظ الرب مصر من الفتن ومن التفرقة ومن التدخلات الخارجية، اليوم تحتفل مصر بعيد ميلاد السيد المسيح مثل كل عام، فرسالة المسيح هي رسالة محبة وسلام للعالم أجمع، ومن أجل جموع البشر المسلمين والمسيحيين، ومن أجل أن يكفى الله مصر شر الفتنة، وأن يحفظ أمن وسلامة هذا البلد.