نجح علماء أمريكيون فى تحديد الصلة بين مرض" هانتنجون" وبين الخلل فى جزء من هياكل المخ التي تعد بالغة الأهمية للحركة و السيطرة على الانفعالات.
يشخص مرض " هانتنجون" - الناجم عن خلل وراثى فى جين واحد - بالفقدان التدريجى للخلايا العصبية فى المخ ، ليؤثر على شخص من بين كل 10,000 شخص .
وفقا للدراسة التى أجراها باحثون فى جامعة " نورث وسترن" فى ولاية إيلينوى الأمريكية ، ينجم هذا المرض عن خلل وظيفى فى نواة تحت المهاد – وهى مكونة من العقد القاعدية وهى مجموعة من هياكل المخ المعنية بالحركة والسيطرة على الانفعالات .. وتفسر النتائج المتوصل إليها إلى أسباب الأعراض الموهنة من تغير الوظائف المعرفية ، الاكتئاب ، وتغيرات فى الشخصية التى عادة ما تتجلى فى مرحلة البلوغ ، فضلا عن فقدان أنسجة المخ مع تقدم فى المرض.
لجأ الباحثون ، فى هذه الدراسة ، إلى استخدام عدد من الفئران المعدلة وراثيا الحاملة لجين مرض " هانتنجتون" ، حيث اكتشفوا فقد هذه الفئران للنشاط الكهربائى من نواة تحت المهاد ، وهو ما تسبب فى صدور إشارات مستقبلة شاذة ، أدت إلى خلل فى الطاقة وتراكم الأكسدة الضارة فى المخ.
كما وجد، إضافة إلى ذلك ، حدوث خلل للنواة تحت المهاد فى وقت مبكر، مقارنة بمناطق أخرى من المخ والخلايا العصبية التى تتعرض تدريجيا للشيخوخة بفعل التقدم فى العمر بين الفئران.
وقال "مارك بيفان" أستاذ فى جامعة نورث وسترن، والمشرف على تطوير الأبحاث ، أن نتائجنا تشير إلى المشاكل التى تطرأ - فى وقت مبكر- على منطقة نواة تحت المهاد المساهمة ، ليس فقط فى ظهور أعراض مرض " هانتنجون" ، بل ومن المرجح أن تنال من قدرة المعالجة والصحة لهياكل أخرى فى المخ أكثر تقليدية متربطة بهذا المرض .. كما شدد على أهمية النتائج المتوصل إليها – والتى نشرت فى عدد ديسمبر من دورية " أى .لايف" الطبية – فى الوصول إلى فهم أفضل للإستجابات الشاذة للإشارات المتبادلة بين مستقبلات المخ التى تؤدى إلى ضعف الخلايا الصعبية والتى يمكن أن تكشف بدورها عن وجود هدف للعلاج.
ويعود اكتشاف مرض " هانتنجتون" لأول مرة إلى الطبيب الأمريكى جورج هانتنتجون فى عام 1872 - والذى اكتسب المرض أسم مكتشفه – فهو مرض عقلى وراثى يشابه تدهور مرحلى للحالة العقلية ، بسبب موت خلايا فى المخ . ويتسبب هذا المرض فى تلف خلايا معينة فى المخ ، نتيجة لذلك تظهر حركات لا إرادية وإضطرابات عاطفية وتدهور فى الحالة العقلية للمريض .
كما تختلف نسبة حدوث المرض من منطقة إلى أخرى ، إلا أن الإحصاءات فى الغرب أشارت إلى إصابة ما بين 5 و 8 أشخاص من بين كل 100 ألف شخص بالمرض.