جدد المرشد الإيراني علي خامنئي دفاعه عن التدخل العسكري في سوريا، مؤكداً أن الهدف كان إبعاد "الفتنة عن عمق الأراضي الإيرانية"، في حين برر قيادي رفيع في الحرس الثوري وجود قواته في سوريا بأنه جاء لمواجهة ائتلاف الأردن وتركيا والغرب.
وقال خامنئي خلال لقاء بأسر سبعة من قوات "كوماندوز" الجيش الإيراني، بحسب ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن التدخل العسكري الإيراني "عرقل العدو في سوريا، وأبعد مواجهة أهل الفتنة المدعومين من الصهيونية وأمريكا في طهران وفارس وخراسان وأصفهان".
يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها خامنئي عن مشاركة قوات إيرانية لتجنب حرب داخلية في إيران، وذلك بالتزامن مع التوتر الذي تشهده البلاد عقب ارتفاع حدة التصريحات المتبادلة بين المسؤولين الإيرانيين، كما أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها خامنئي عن قتلى الجيش الإيراني على الأراضي السورية.
ويطلق خامنئي مصطلح "أهل الفتنة" في السنوات الأخيرة على "الحركة الخضراء" أيضاً، أنصار المرشحين الإصلاحيين مهدي كروبي ومير حسين موسوي، كما أنه عادة ما يستخدم المصطلح للإشارة إلى أطراف دولية تعارض سياسة النظام الإيراني في الشرق الأوسط.
ولم يوضح المرشد الإيراني طبيعة الفتنة التي أشار إليها في تصريحاته، لكنه عدها "وسيلة الصهيونية وأمريكا".
وخلال السنوات الخمس الماضية، شكلت تصريحات قادة الحرس الثوري بشأن ربط دور إيران في سوريا بمشكلات داخلية، تساؤلات في الرأي العام الإيراني، كما أن الحديث عن تصدير الثورة الإيرانية، ودعم حلفاء طهران تحت لواء "المقاومة"، شكل جزءاً آخر من جملة الدلائل التي ذكرها قادة الأجهزة العسكرية، وعلى رأسها قادة الحرس الثوري.
ورداً على مخاوف إيرانية بشأن الثمن الذي قد تدفعه إيران في الحاضر والمستقبل بسبب دورها العسكري في عدة مناطق، خصوصاً سوريا والعراق، شدد قادة الحرس الثوري منذ 2011، على أن التدخل أبعد سيناريوهات الحرب من المدن الإيرانية، كما تفاخر قادة الحرس الثوري بجعل إيران "جزيرة ثبات في منطقة مشتعلة".
في سياق متصل، وفي تصريحات مشابهة لخامنئي، قال قائد الوحدة الصاروخية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زادة إنه لو لم يتدخل الحرس الثوري في سوريا لكان "يواجه العمليات الانتحارية في المدن الإيرانية".
وربط حاجي زادة الأمن في بلاده بـ"قوة المعلومات المخابراتية، وأخذ خصوم إيران على محمل الجد".
وأوضح، خلال كلمته أمس الخميس بمدينة شيراز وسط إيران في مؤتمر تكريمي لقتلى مخابرات الحرس الثوري، أن معركة حلب الأخيرة كانت مواجهة من إيران "ضد ائتلاف تركيا والأردن والدول الغربية"، وفق ما ذكرته وكالة "تسنيم" الإيرانية.