من المؤسف والمحزن أن تكون دولة قطر وأميرها تميم عضوًا فى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، بعد اعتراف الدوحة بدعم التنظيمات الإرهابية فى مصر وسوريا وليبيا واليمن بالمال والسلاح والإعلام المأجور سواء فى قناة الجزيرة أو الولايات المتحدة أو الغرب، ولو أن الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجى لديهما النية الصادقة فى مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومى العربي لاتخذوا قرارًا شجاعًا وصائبًا وهو طرد قطر، الدولة المارقة والداعمة للإرهاب من المنظمتين العربيتين.
و«اتفاق الرياض» أو «وثيقة الرياض» التى وقعها خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله مع تميم أمير قطر، والتى ألزمت قطر بثلاثة مبادئ: وقف دعم الإخوان ضد مصر، ووقف دعم الحوثيين فى اليمن، ووقف استخدام قطر كملاذ آمن للإرهابيين والمعارضة الخليجية، وأمهلت الوثيقة قطر مدة شهرين لتنفيذ بنودها، والتخلى عن حلفائها من الإخوان، وتفكيك شبكتها الإعلامية العلنية والسرية وكبح جنوح «الجزيرة»، والتخلى عن أعمال التحريض ضد مصر وزعيمها.
وكعادة قطر لم تلتزم ببنود «اتفاق الرياض»، فقرر وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائهم من قطر.
إن «اتفاق الرياض» وبنودها دليل دامغ آخر على دعم تميم قطر لكل التنظيمات الإرهابية من أجل تنفيذ المخطط الصهيو أمريكى بنشر الفوضى وهدم وتقسيم الدول العربية.
والمثير للسخرية أن قطر التى تقدم ثروات شعبها النفطية لتمويل الإرهاب حرضت على لسان تميم قطر الشعوب العربية بالتمرد والتخلص من حكامها الديكتاتوريين كما يدعي.
والسؤال: أين «اتفاق الرياض» بعد رحيل خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه؟!، ولماذا لم يلزم قادة الخليج قطر بتطبيق بنود الاتفاق الذى قضى بعدم دعم التنظيمات الإرهابية فى الدول العربية، والتدخل السافر فى الشأن المصرى بمحاولة إثارة الرأى العام من خلال قناة الجزيرة المشبوهة بالكذب والشائعات المغرضة التى تهدف لإشاعة الفوضى وهدم الدولة تنفيذًا للأجندة الصهيو أمريكية؟!.
وإذا كان مجلس التعاون الخليجى أدان مصر - فى سابقة هى الأولى منذ تأسيس المجلس - لوجود اسم قطر فى العملية الإرهابية الخسيسة فى الكنيسة البطرسية، والتى راح ضحيتها ٢٧ شهيدًا وأكثر من ٥٠ مصابًا، لمجرد بيان أصدرته وزراة الداخلية بأن الإرهابى مفجر الكنيسة، كان قد زار قطر لمدة شهرين قبل ارتكابه الجريمة الإرهابية، وهو ما اعترفت به قطر على لسان وزير خارجيتها بكل فجاجة ووقاحة، فلماذا لم يصدر عن مجلس التعاون الخليجى بيان يدين فيه تميم قطر الدولة الراعية للإرهاب فى مصر الشقيقة الكبرى عندما أصدرت الفيلم التسجيلى المفبرك الذى أساءت فيه لجيش مصر والعرب والسند الحقيقى لأمته العربية؟! ألم يقم الجيش المصرى العربى بحماية الأشقاء فى الخليج بعد تهديد صدام حسين بغزو الكويت وتهديد السعودية والإمارات؟!.
أية كارثة مروعة أن تكون دولة بحجم قطر عضوًا فى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، والقادة العرب على يقين بدعم تميم قطر للتنظيمات الإرهابية فى مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن، وتستبيح دماء الأمة ومحاولة هدم مؤسساتها خاصة العسكرية والأمنية!.
عار علينا - نحن العرب - أن يظل أمير قطر الإرهابى قابعًا فى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجى بعد كل جرائمه التى باتت تهدد الأمن القومى العربى بتدمير الدول العربية وقتل أو تهجير شعوبها الآمنة؟!.
هل ما يفعله تميم قطر فى صالح الأمة العربية أم فى صالح أمريكا وإسرائيل؟!، على القادة العرب أن يحاسبوا تميم قطر على جرائمه قبل أن يحاسبهم الله سبحانه وتعالي، وقبل أن تحاسبهم شعوبهم والتاريخ على ما يحدث فى الدول العربية من هدم وتدمير وخراب.
لماذا الصمت والتخاذل على جرائم أمير قطر ضد ما يهدد الأمن القومى العربي، وأمن مصر سند أمتها العربية على مدى التاريخ.
وشهادة بعض المسئولين الأمريكيين تؤكد صدق ما نقوله، فعضو الكونجرس الأمريكى «دوج لامبورن» أرسل رسالة لكارتر وزير الدفاع فى الولايات المتحدة جاء فيها بالنص:
«إن قطر ملاذ آمن للجماعات الإرهابية وقادة الميليشيات فى العالم».
القائدان العربيان الكبيران خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والشيخ زايد رئيس دولة الإمارات، طيب الله ثراهما قالا:
«إذا سقطت مصر، سقطت الأمة العربية»، وإن شاء الله مصر لن ينال منها الأعداء ؛ لأنها فى رعاية وحفظ المولى العظيم سبحانه وتعالى، عندما قال: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».