أكد الشيخ محمد زكى الأمين العام للدعوة بالأزهر، ورئيس مجمع البحوث الإسلامية السابق، أنه لا بد أن نعرف أولًا ما المقصود بالخطاب الدينى، قبل الحديث حول كيفية تجديده، موضحا أن الخطاب الدينى هو الذى يعتبر كل منتج سمعى أو بصرى، مكتوبا أم مصورًا، يتحدث عن الإسلام أو أحكامه أو قيمه أو مضامينه أو شىء يريد إلزام الناس به أو دعوتهم إلى فعله أو اجتنابه سواء كان فى صورة وعظ مباشر أو غير مباشر تضمنته خطبة جمعة أو درس أو مسجد أو تلفاز أو كتاب أو إذاعة.
وأضاف زكى خلال حواره مع «البوابة نيوز»، ان الذى نعنيه بتجديد الخطاب الدينى ليس المقصود منه العدوان على مبادئ وقيم هى من صلب العقيدة الإسلامية الثابتة أو ثوابت الدين، إنما نتحدث عن الأدوات والآليات التى تعمل بشكل منضبط ووفق ضوابط معينة لكى نستطيع من خلالها الوصول إلى خطاب دينى رشيد.
وتابع: أرى أن التجديد الذى نذهب إليه ونقصده هنا هو ذلك التجديد الذى جاء انطلاقًا من حديث النبى، صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»، فقد ذهب العلماء إلى أن المقصود بالتجديد هنا هو تعليم الناس دينهم، وتعليمهم السنن، ونفى الكذب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، من خلال تمييز الصحيح من الضعيف، والتجديد يعنى العناية بالنظريات العامة فى الإسلام مثل النظريات السياسية والاجتماعية والفقهية الفرعية والأصولية، ودعم المشاريع العلمية التى تصل تراث الأمة بهذا العصر وتضيف إليها تراكمًا علميًا ومعرفياً.