أصبح العمل العام أمرا صعبا بعد يناير ٢٠١١، لم تعد هناك حماية للمسئول يمكن لمجموعة أمام اللاب توب أن تقود حملة ضد المسئول بصرف النظر عن صحتها، تقلب بها الناس وتصنع معارضة دون حقائق.
عدد من المسئولين تفهم العملية وخصص من يكشف تلك الحملات بالاشتباك أو الرد بما لديه، والملاحظ أن وزراء ومحافظين يقومون بأنفسهم بلعب هذا الدور.
بالطبع لم يسلم هؤلاء من اتهامات معارضيهم بإهدار الوقت للترويج لأنفسهم بدلا من العمل لصالح وظيفتهم.
أصبح الـ«فيس بوك» إحدى أهم أدوات المعارضة.. بالطبع وسائل الميديا بشكل عام التف حولها تكتلات شعبية وأصبح الترويج لصور الرفض للمسئول وتشويهه بكل الطرق أمرا سهلا.
فى بورسعيد مجموعة امتهنت عملية مهاجمة المحافظ تحديدا ومنذ عشرات السنين، وتظهر عند تعارض المصالح بشكل شخصى أو الحصول على شعبية مزيفة لشخص ما.
وأعتقد أن التظاهر على الـ«فيس» ورفع شعار «ارحل» أمر مكرر فى بورسعيد ودفع ضريبته مجموعة تحت دعوى الاستجابة للرأى العام.
مشاكل بورسعيد كمحافظة معقدة ونتوارثها، وفى غياب الجدية عن الحكومات السابقة ظل منصب المحافظ رهينة فى يد عدد من السماسرة ويحكمه البيزنس، والأمثلة على هذا كثيرة، وعندما رفض عادل الغضبان هذا الأمر تعرض لحملة شائعات على السوشيال ميديا، لكنه لم يلتفت وأصر على إكمال الطريق.
الغضبان الذى انحاز لضميره ودفع ثمنا لسلوكه بتطبيق القرارات والقانون، على مكتبه أوراق بحالة بورسعيد بما لديها وما تحتاجه، هو مختلف عن غيره لأن منصبه كحاكم عسكري -هو بالإساس لواء أركان حرب- للباسلة أيام يناير ٢٠١١ أتاحت له التعرف على أدق تفاصيل الأزمات والحل، وهو أيضاً على دراية بالمعوقات الموجودة والمصارعة وتضاريس المجتمع البورسعيدى.
فى بورسعيد مجموعات مصالح، وهذا أمر عادى وموجود فى كل المحافظات، لكن الغضبان كرجل عسكرى يتحرك بشجاعة يحسد عليها، فهو لا يؤمن بالعشوائية ولا يعترف بالانفعالات، طاهر اليد شجاعته سر مشاكله فهو يرفض المهادنة والمجاملة وتجنيد مجموعات لمساعدته تنتشر على المقاهى أو بالإعلام الصريح.
يضع الغضبان -عمدة بورسعيد- أمامه توقيتا محددا بمشروعات إسكان وتشغيل وصحة وتعليم ورصف شوارع فضلا عن حزمة المشروعات القومية التى أطلقها ويرعاها الرئيس السيسى، ولبورسعيد النصيب الأكبر من عوائدها.
التنمية عند الغضبان ليست مجرد مشروعات تدر عائدا اقتصاديا، بل هى بالأساس مجتمعية تسعى لإعادة تشكيل الفرد داخل منظومة قيمية وجمالية اجتماعية.
كان لنجاح زيارة الرئيس السيسى الأخيرة لبورسعيد مذاق خاص لدى الغضبان، فإذا كان الأهالى قد رأوا فى زيارة السيسى والمشروعات التى أطلقها بداية لعهد جديد بين بورسعيد والنظام، فالغضبان من جانبه رأى فى تبنى رأس الدولة للمشروعات نجاحا وتحقيقا لحلمه ببورسعيد مختلفة -بورسعيد عادل الغضبان.
حضرت ما قبل الزيارة وأثنائها وبعدها خمسة عشر يوما رصدت الشائعات لدرجة أن البعض حاول التشكيك فى فيديو المحافظة الذى رصد معارك التنمية فى التعليم والتصنيع والإسكان والصحة، لم يدرك هؤلاء المشككون الجالسون على المقاهى أن تلك التنمية على بعد خطوات منها.
الزيارة زلزال فهى ضرب الفتن وحطمت الانقسامات وحاصرت مروجى الشائعات ومنحت بورسعيد حياة جديدة تبشر بالخير لأهلها.
أهلنا فى بورسعيد على يقين بأن التغيرات التى أدخلها الغضبان على منهجية إدارة البلد بعد إدخاله عددا من القواعد الصارمة بين رجاله ممن يتصلون بالجمهور وأهمها الشفافية والعدل فى التعامل، وعدم مجاملة الكبار قبل الصغار أمور كانت ضمن الطمأنينة التى روج لها الغضبان، وكانت نتيجة عدم الخضوع لمراكز القوى ولا الرضوخ لأصوات تلعب لصالح أطراف بعينها، ولم يستسلم الغضبان لأى جيوب تحاول الاستحواذ على خير بورسعيد دون حق.
لم يغب الشباب عن الغضبان، فهو من المؤمنين بأن الأندية ومراكز الشباب قوى ناعمة مهمة يحب تقويتها لتحقق هدفها.. «المصرى» تحديدا ناد يعيش فى قلب وعقل بورسعيد، يلتف حوله البورسعيدية ويجب تقويته ليؤدى دوره. بناء فرع اجتماعى للنادى المصرى بالضواحى كان من باكورة أفكار الغضبان وفى زيارته الأولى للفرع، بعد الافتتاح قال: أمر مفرح أن تجد الأسر مكانا تتمتع فيه بخدمة سوبر، لأول مرة يصبح للمصرى مكان اجتماعى يتمتع فيه الأعضاء بالكافيهات والمطاعم وممارسة الرياضة.
سمير حلبية رئيس المصرى رد على الغضبان: والله إيمانك بمستقبل بورسعيد أتاح لنا الإصرار على إنجاز بناء الفرع فى زمن غير مسبوق ٦ أشهر فى عمل يستحق البناء فى عامين وأكثر.
سعيد لأننى عشت وما زلت أعيش حلم بناء بورسعيد القوية المنتجة والغنية والأكثر ثراء بين المحافظات.. قررت أن أشاهد بنفسى الإنجازات التى تحققت، وساعدنى فى ذلك مهندس حسن ناصف عضو مجلس إدارة المصرى، فزرت كوبرى النصر ببورسعيد الجديدة والمصانع والوحدات الإنتاجية.
قوة الدولة وعودتها لدورها فى التنمية غيرت قواعد اللعبة داخل بورسعيد، ثم جاء إصرار الغضبان على النجاح وتغيير بورسعيد، فلم يعد أمام الغاضبين من تنمية المدينة الباسلة سوى الخضوع.