الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ترامب.. وغلاف العام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من كان شخصية العام ٢٠١٦؟ «التايم» صاحبة أشهر تقليد فى هذا الحقل، اختارت دونالد ترامب: رجل ِمن لا مكان سياسي، ينتخب لأهم منصب سياسى فى الغرب، وربما فى العالم.. ولكن ما هى المقاييس فى اختيار «شخصية العام»؟ هل هو الأقوى؟ الأكثر حكمة؟ الأهم أداء؟ الأجدى نفًعا؟ أم الأكثر مفاجأة وإدهاشا مثل ترامب؟
فى بداية عهده، وقبل أن يحقق أى شيء، وعلى قاعدة عل وعسى، «عين يا عين» أعطت «نوبل السلام» لباراك أوباما، وانتهى عهده، بعد ثمانية أعوام، من دون أى سلام.
فى أى مكان، خصوصا فى ما هو معنى، فالسلام شجاعة أكثر من الحرب، ومسئولية أكبر بكثير من قرار الحرب، وأوباما لم يسدد لجائزة نوبل أى قسط من الأقساط المترتبة، لكن إذا كان للجائزة شروط أخرى، فلا شك أنه أوفى بها: ترامب لم يكن ليصل إلى الرئاسة رافعا كل شعارات التحدى لولا رخاوة وعجف السنوات الثمانى.
وفلاديمير بوتين لم يكن ليظهر كأقوى رجل فى العالم لولا انكفاء باراك أوباما، جميع خطواته كانت إلى الوراء، فهل بوتين إذن هو شخصية العام؟ منذ نيكيتا خروشوف، كان يحضر القمة الدولية فى باريس، أو القمة الثنائية مع كيندى فى فيينا، ويبدو على أنه الأول بين الكبار، بوتين أعاد لروسيا هذا المقعد بعد سنوات طويلة من الهزال والضعف.
آخر سنوات بريجنيف، ثم سنوات الضياع المتلاحقة من بعده، ثم تيه جورباتشوف، ثم ضمور يلتسين، لعب بوتين منذ اللحظة الأولى، لعبة العظمة، بمعنى القوة، وكسبها.
لم يتخذ قرارا واحداً فى كل عمله السياسي، كما رأى فى درس، مثل كل ضابط مخابرات، ضعف خصومه وراح يحاصرهم بالوهم، لا بالحقيقة، رأى فى البيت الأبيض رجلاً.
أوروبا قارة مترهلة تحاصرها الهموم والمخاوف من حروب جوارها العربى، ورأى أنها الساعة المثلى للانتقام من إهمال روسيا والتكبر عليها، وراح على هذه العناصر يحيك عالمه، يبعد أو يستبعد أمريكا من محادثات سوريا، ثم ينقل المفاوضات من جنيف فى أوروبا إلى أستانة فى آسيا، والصين من خلفه تصفق وتبتسم. هذه عوائد وفوائد السنوات التى قضاها فى برلين الشرقية، يراقب الخطوط الحمراء والصفراء والضوء الأخضر بين الشرق والغرب.
الضابط السابق يعرف مدى فعالية ألعاب الخفة، ويعرض على المسحورين والمفاجئين قبعات وأرانب بلا نهاية، وفجأة رفع أمام أوباما قبعة على الطاولة، فإذا هى تخفى صداقته مع ترامب، وإذ ترامب له لكنة روسية كانت فيما مضى تعادل تهمة الخيانة، لاعب شطرنج روسي، الرفيق بوتين، وصاحب قبعات وأرانب، وها نحن ندلف إلى العام ٢٠١٧ وأعيننا على غلاف «التايم» بعد عام.
نقلًا عن الشرق الأوسط