أنتج حزب "النور"، الذراع السياسية للدعوة السلفية، فيلمًا تسجيلًا عن القوافل والأعمال الخيرية التي نظمها في مدينة رأس غارب التي ضربتها السيول منذ عدة أشهر، مستعينًا بعدد من اللقطات لمواطنين أقباط، ممن أشادوا بالأعمال التي يقوم بها الحزب.
ودأبت المواقع والصفحات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، والمنتديات التابعة للحزب السلفي، على الترويج له بشكل موسع، حيث عملت على نشر ذلك الفيلم تحت عنوان "شعب واحد.. مصير واحد".
وجاء في الفيلم التسجيلي، أن "البيوت كانت مدمرة، حيث جرف السيل ودمر كل ما يملكون حتى اصبحت رأس غارب مدينة للأشباح في النهار ساعات قليلة فصلت بين الأحداث وتحرك حزب النور عبر قوافل بشرية من شباب الحزب على مستوى الجمهورية لتنظيف المنازل من أثار السيول، تاركين ورائهم الرفاهية والراحة شهد بها أهالي رأس غارب".
واستعان الحزب بآراء المواطنين الأقباط الذين قالوا إن الحزب هو الكيان السياسي الوحيد الذي يعمل لوجه الله، وأن شبابه هو الوحيدين الموجودين على الأرض، وهو ما قاله أحد القساوسة أيضًا في مؤتمر الحزب الذي نظمه بعد حملة رأس غارب وظهر في فيلم الحزب.
هذا في الوقت الذي ظهر أعضاء الحزب، في حملة تعلوها لافتات الحزب، لتوزيع البطاطين وألحفة الشتاء على أهالي شياخة العصافرة 2 التابعة لدائرة منتزه ثان بمحافظة الإسكندرية تحت إشراف، عوض السيد، أمين الشياخة.
وفي صورة أشبه إلى ذلك، تداول أعضاء الحزب، أمس، صور للشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وهو يصلي بمسجد تحت الإنشاء على الطريق، حيث أصر للصلاة فيه، وعمل شباب سلفي على نشر الصور والتعليق عليها بالقول: "هل هؤلاء يخونوا ؟!"، للدفاع عن "برهامي" وشيوخ الدعوة.
فيما شنت الدعوة السلفية هجومًا لاذعًا على عدد من القنوات التليفزيونية، بزعم أنها تسعى لإقصاء التيار السلفي باعتباره على رأس التيارات المعتدلة الموجودة.
وذكرت الدعوة- في سلسلة تقارير نشرتها عبر جريدتها الرسمية في عددها الأخير، أن هناك حملة وصفتها بـ"المستعرة" ضد السلفيين وعلى رأسهم الشيخ ياسر برهامي- نائب رئيس الدعوة السلفية لإقصائهم من المشهد داخل مصر.
وأجرت "البوابة نيوز"، اتصالًا بالدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، للحديث بشأن ما اعتبره "خطة لإقصائهم" من المشهد، لكنه رفض الحديث.
وعلق الشيخ محمد الأباصيري، الداعية السلفي، على تقارير الدعوة السلفية بأنها الآن في موقف لا يحسدون عليه، خاصة وأن المجتمع المصري قد لفظهم بعد تجربة الإسلاميين الفاشلة في الحكم والتي سعت لمصالحها الخاصة فقط.
وقال الأباصيري- في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، إن الدعوة الآن تسير على خط تجميل نفسها، خاصة بعدما أصبحت الدعوة وحزبها "النور"، هامشي ولا يوجد لهم أي دور سياسي أو مجتمعي، فيلجؤون للظهور بطرق مختلفة كالترويج لأنفسهم، وعبر إصدار فتاوى شاذة في غير أوقاتها مثلًا كمسألة تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم وغيرها. واعتبر الداعية السلفية تلك الطريقة بأنها "مناورة دنيئة وحقيرة".