رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن التقدم البطيء في عملية تعقب منفذ هجوم الملهى الليلي في إسطنبول ليلة رأي السنة يثير تساؤلات بشأن قدرة الحكومة التركية على الحفاظ على الأمن بالرغم من السلطات الاستثنائية التي تمتعت بها قوات الأمن بموجب حالة الطوارئ التي فرضت في البلاد في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في شهر يوليو الماضي.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - أن منفذ هجوم إسطنبول، الذي أودى بحياة 39 شخصا على الأقل، لا يزال حرا، كما أن المعلومات المتوفرة حول هويته لا تزال غير كافية باستثناء بعض صور المشتبه بهم، حتى رغم توسيع دائرة المداهمات من جانب الشرطة ومضاعفة عدد المعتقلين إلى 16 شخصا على الأقل، بينهم أجنبيان لدى دخولهما صالة المسافرين في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول.
وأضافت (وول ستريت جورنال)" إن مد حالة الطوارىء لثلاثة أشهر إضافية إنما يعكس أيضا كفاح الحكومة التركية لاحتواء التهديدات الإرهابية المتنامية وتطبيق القانون بصرامة لاسيما في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد النظام العام الماضي".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية اعتقلت نحو 14 ألف شرطي وجندي، بما في ذلك نصف عدد الجنرالات، بتهم دعم محاولة الانقلاب -وفقا لبيانات وزارة العدل التركية- وأكثر من 2200 قاض وشرطي ـ بعضهم ممن يمتلكون خبرة في مكافحة الإرهاب - قد تم اعتقالهم بتهم ذات الصلة.
ونقلت الصحيفة عن دورك ارجون المحلل الأمني والباحث في ملف السياسة الخارجية في مؤسسة أبحاث ايدام التركية قوله" من الواضح أن نظام مكافحة الإرهاب لا يفي بواجباته كما هو مطلوب في تركيا، التي تواجه تهديدات إرهابية خطيرة خلال الوقت الراهن، فكلما زادت عمليات التطهير داخل المؤسسات الأمنية، كلما زادت صعوبة استبدال المسئولين المقالين من مناصبهم".
وأردفت الصحيفة تقول" إن تركيا تواجه حاليا تهديدات أمنية عديدة على نطاق واسع تديره عدة جهات مثل مدبري الانقلاب المزعوم، ومسلحي تنظيم (داعش) الإرهابي، وتمرد القوات الكردية المحلية".
وأفادت بأن" حزب الشعب الجمهوري (حزب المعارضة الرئيس) بدأ يوم أمس الأول حملة برلمانية للتحقيق فيما سماه بـ"الثغرات الأمنية"، مشيرا إلى أن نحو 423 شخصا قتلوا منذ يونيو 2015 بينما أصيب نحو 3000 شخص خلال الهجمات الإرهابية الأخيرة".
كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن النائبين في البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري سيزجين تانريكولو وباريش ياركاداش قولهما:" إنه بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، لم يتم منع الهجمات الإرهابية الشرسة من أن تهز قلب إسطنبول".