في كل بلدان العالم المتقدم تعد القمامة كنزا صناعيا لا يمكن التفريط به أو التغافل عنه لما له من فوائد وعوائد مليارية؛ باعتباره مصدرًا هامًا لتوليد الطاقة، إلا أنها وفي الوقت ذاته تعتبر أزمة قومية لدى بعض دول العالم الثالث التي أهمها مصر، بسبب انعدام الرؤى وسوء التخطيط، لتزداد وتيرة الغضب لدى المواطن، المتضرر الأول من تلك القمم الهرمية التي حاصرت الأجساد الفقيرة بالأمراض المزمنة، فهل سيحمل هذا العام بشارة بشأن تلك المأساة أم سيظل الوضع على ما هو عليه؟ سؤال طرحه أهالي كفر الدوار، بمحافظة البحيرة.
قِباب من المخلفات وقمامات افترشت الشوارع طولا وعرضا، خرابات انتشرت بغياب الرقابة ملأت الأزقة والحارات، في شتى محافظات مصر، ولكن تأتي غضبة اليوم من داخل قرى محافظة البحيرة، حيث استغاث المواطنون بعزبة "عبد الحميد "، مركز "كفر الدوار " -البحيرة، من تجاهل مسئولو الحي والمحافظة لشكواهم ومطلبهم المشروع برفع أكوام القمامة من أمام المنازل بالقرية أو إيجاد صناديق مخصصة يضع الأهالي بها مخلفاتهم، لكن أحدا لم يلتفت لتلك النداءات- حسب المشهد.
يقول محمد أمين، أحد السكان المتضررين: "مرارا وتكرارا ذهبنا لرئيس حي "سيدي شحاته" ولكن في كل مرة "حجة شكل" – حسب تعبيره، مؤكدا أن رئيس الحي دائم المبررات، أحيانا يقول: "اللودر عطلان، ومرة الجو شتاء ومطرة ومرات يقول الميزانية لا تسمح بشراء صناديق، والحال هو الحال، لا أمل في التغيير ولا محاولات جادة لإنهاء المهزلة.
فيما أقسم المواطن محمد أمين: أنه تحمل تكاليف تطهير المنطقة أكثر من مرة، وأنه كان يذهب للمجلس المحلي ويطلب سيارة لنقل القمامة على حسابه الخاص ولكن القمامة سرعان ما تتجمع كل أسبوع وميزانيته لا تسمح بتلك النفقات.
وتحدثت أم مصطفى عن الأضرار التي لحقت بطفلتها قائلة: "ابنتي عمرها 8 سنوات، مصابة بالربو وتعالج بالبخاخات والأدوية تصاب باختناق وإغماء دائم،يتكلف علاجها 700 جنيه شهريا، فضلا عن جلسات الأكسجين بالمستشفيات والسفر لأطباء القاهرة، تكاليف فوق احتمالنا خاصة وأن زوجي مزراع أجير لا ناقة له ولا جمل، والسبب في مرض طفلتنا هو إهمال مجالس المدن والمحليات لمشاكل الفقراء، مختتمة حديثها بـ" يعني نموت يا ولاد ولا ناكل من الزبالة ونشرب من البحر".
وأخبر الحاج إبراهيم أن المشكلة الأكبر تكمن في وجود قطعة أرض فضاء بالقرية بجوار مسجد الهدي، تحولت لـ "خرابة " ومجمع قمامة، بسبب إهمال أصحابها ورفضهم لبناء سور خارجي يحاوطها لمنع الأهالي من إلقاء القمامة بها، وطبعا الحي متخادل لا يتخد أي إجراء تجاه تلك المخلفات أو المخالفات وكله بياكل عيش طالما كروشهم عمرانة بالرشاوي – حسب توصيف الرجل.