60 دقيقة كاملة قضاها جمهور المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وهم في حالة من السعادة والشجن والاشتياق إلى الاستماع لموسيقى راقية تُرضي أذواقهم وتُشبع عطشهم في وجود موسيقى لها طابع خاص، قدَّمها عبر مشروع جديد للجيتار بمصاحبة الوتريات، عازفُ الجيتار وحيد ممدوح الذي لم ينظر طوال الحفل إلا لمعشوقته، وبتركيز عال جدًّا، لتتحول ضربات أصابعه على أوتار جيتاره لجمل موسيقية خرجت من إحساسه إلى قلوب الحضور.
وخلال الحفل الذي يُعَدّ الثاني له في دار الأوبرا، قدَّم وحيد بمصاحبة مجموعة من العازفين مجموعة من المؤلفات الموسيقية لعدد من الموسيقى العالمية، منها Sway وJe n existe pas وموسيقي التانجو والبوب، بالإضافة إلى عزف متفرد لـ100 سنة سينما، ورأفت الهجان للموسيقار الراحل عمار الشريعي.
وعبّر وحيد عن سعادته بالأمسية وردود الأفعال الإيجابية التي وصلته من الجمهور الحضور والذي طلب منه عزف العديد من المقطوعات التي يحبونها.
وأكد وحيد أنه بدأ يلعب في بداية حياته الجيتار الكلاسيكي، ثم توجَّه إلى الجيتار الشرقي من خلال التراث والمزيكا الخاصة بثقافتنا، حيث تأثر بالموسيقى التركية وكان يستمع لها كثيرًا، وطوّر تمارين خاصة به لتطوير أدائه وعزفه على الجيتار، ما ميَّزه في طريقة العزف، واستطاع بذلك تأكيد وجود آلة الجيتار في الموسيقى العربية والشرقية كآلة عزف منفرد، وله صِيت ذائع في مجال تسجيل الجيتار والبزق كآلتي "سولو" في مصر، خاصة مع احترافه آلة الجتيار وندرة وجود عازفين محترفين لآلة البزق التركية.
يُذكر أن وحيد ممدوح بدأ بالعزف على الجيتار من عُمرٍ صغير، حتى إنه كان يعمل في مجال الموسيقى وهو في الصف الثالث الإعدادي، بعد إنهائه الثانوية اتجه إلى مصر لدراسة الموسيقى والتحق بكونسرفتوار لندن عام 1991، حيث وجد وحيد الوسط الفني مبهرًا في القاهرة، فقرر البقاء فيها. اكتسب شهرة واسعة من خلال عمله مع فرقة الدكتور خالد فؤاد التي هي امتداد للفرقة الماسية وترافق معظم المطربين أمثال الراحلة وردة الجزائرية وميادة الحناوي ومحمد عبده ونبيل شعيل، إلى جانب المغنية نانسي عجرم وشيرين عبدالوهاب وغيرهم.