أدانت أحزاب جزائرية معارِضة أعمال الشغب التي شهدتها مدينة "بجاية" شمال البلاد، ووقوع مصادمات مع رجال الشرطة قُرب مقر الولاية.
ودعا رؤساء الأحزاب والمتحدثون باسمها، فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، إلى التعقل في تناول المشاكل؛ لأن هناك متربصين بالجزائر يريدون إشعال الحرائق بها، مؤكدين أن الجزائر ستَبقى آمنة مستقرة؛ لأن الشعب يريد ذلك، وهو الضمانة الأولى للحفاظ على ذلك.
وأكد رئيس حزب "جبهة الجزائر الجديدة" جمال بن عبدالسلام رفضه وإدانته لأعمال الشغب، ووجّه نداء إلى أبناء الوطن في مدينة بجاية وغيرها أن يبتعدوا عن الفوضى والتخريب، داعيًا إياهم إلى التعقل في معالجة الأمور؛ لأن هناك متربصين بالجزائر يريدون إشعال الفتن والحرائق بها.
واعتبر أنه "لا بديل عن السلم إلا السلم، ولا بديل عن الجزائر إلا الجزائر"، داعيًا إلى "تعبئة الشعب الجزائري لبناء دولة قوية"، وذلك يتطلب أن "نؤسس لمجتمع جزائري متماسك وموحّد يعيش في كنف التضامن والتكافل والتعاون والمحبة والإخاء".
من جانبه قال نبيل يحياوي، الناطق الرسمي باسم حزب "تجمع أمل الجزائر" (تاج): إن العنف مرفوض قلبًا وقالبًا من أطراف المجتمع كافة، وأضاف أن هناك قنوات اتصال شرعية ينبغي أن يسلكها مَن له طلب، ومَن كانت له مظلمة، مؤكدًا أن الجزائر ستبقى آمنة مستقرة؛ لأن الشعب يريد ذلك.
من جهته قال رئيس حزب "طلائع الحريات" الجزائري ورئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس: إن حل المشاكل السياسية بطرق غير سلمية لا يمكن إطلاقًا أن يكون منهجًا من مناهجنا، ومنطق الغالب والمغلوب لا يمكن أبدًا أن يكون منطقنا، ونحن أبناء الأمة الواحدة والمجتمع الواحد والدولة الوطنية الواحدة التي نريد لها الحصانة والمناعة وليس الضعف والفشل.
وأضاف: "لقد لقننا ما سُمِّي "الربيع العربي" كثيرًا من الدروس، ومن بين هذه الدروس التي يجب على كل واحد منا أن يتعظ بها هو سؤال واحد: ما الذي يبقى للإصلاح أو التقويم أو التجديد إذا غمر العنف الوطن وحوَّله إلى دمار وخراب، وإذا أباد العباد أو جعل منهم نازحين أو لاجئين وأدى إلى انهيار الدول بأكملها وإلى تفتُّت الأمم وتمزُّق المجتمعات الواحدة؟".
بدوره أعرب فيلالي غويني، رئيس حركة الإصلاح الوطني، عن رفض حركته محاولة بعض الأطراف الأجنبية التدخل في الشأن الداخلي للجزائر، واصفًا تلك المحاولات باليائسة "لأن الشعب الجزائري له من التجربة والعِبر ما يُغنيه"، وحذَّر ممن يحاولون التدخل فى الشأن الجزائري الداخلي الذي يجب أن يبقى حكرًا على الجزائريين فيما بينهم.
ولفت رئيس حركة الإصلاح إلى أن الجزائر لها من التجارب ما يجعلها في منأى عن الدخول في مأساة مماثلة لتلك التي عاشتها دول عربية شقيقة، في إطار ما يسمَّى ثورات الربيع العربي.
من ناحيته ندَّد الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بـ"التهديدات" التي تعرَّض لها بعض التجار في عدد من ولايات الوطن لإجبارهم على غلق محالهم، وقال الأمين العام للاتحاد صالح صويلح: لم نوجه أي نداء للإضراب، معربًا عن أمله في أن تعود الأمور لمجراها الطبيعي.
وعلى المستوى الرسمي جاء أول تعليق من الحكومة الجزائرية على أحداث مدينة "بجاية" على لسان "وزير الداخلية والجماعات المحلية" نور الدين بدوي الذي أكد أنه يُتابع ما يجري من أحداث في مدينة بجاية ويتلقى المعلومات، وقال بدوي: إن الحكومة تُتابع الوضع عن كثب، مشيرًا إلى أن السلطات الأمنية مسيطرة على الوضع.