ظنا من البعض أن الرعاية الطبية في المستشفيات الاستثمارية هى الأفضل على الإطلاق، حيث توافر الإمكانيات والأجهزة والأطباء المهرة، والكوادر الطبية، فضلا عن تلقي العلاج بها، وبالرغم من صعوبة الظروف إلا أنه ومن أجل تلك الخدمة ربما تلجأ كثير الأسر لبيع ما يمكلون من أجل توفير مصاريف المستشفى، على أمل الشفاء العاجل دون إهمال أوتقصير، كما هو الحال بالمستشفيات الحكومية، وهو ما أوقع أسرة الطفلين التوأمين بالفخ وفقد بصرهما ما أدى لإحداث عاهات مستديمة لهما نتيجة خطأ طبي بمستشفى التيسير الاستثماري بالشرقية.
"هذه هى المستشفيات الخاصة، كل همها جمع الأموال، دون الرعاية بالمرضي، مستشفي خاص كبير ومشهور أحرق قلبي على أبنائي الـ3 التوأم، وفي الآخر بيهددوني بالمحامي الخاص بهم من أجل التنازل عن قضيتي"- بهذه الجمل أنهت، الأم المكلومة "غادة" الأم لـ3 أطفال توأم، حديثها لـ"البوابة نيوز" حيث تسبب الإهمال الطبي في فقد توائمها الثلاثة أعز ما يملكون وهو "بصرهم".
واستكملت الأم حديثها، قائلة: قصتي تقارب الـ3 أعوام، كنت أعلم بحملي في 3 توائم ولتلقي الرعاية الكاملة، وضعتهم في مستشفى خاص وهو "التيسير"، المستشفى الاستثماري الأشهر بالزقازيق، وضعت "مايا وملك ويوسف"، لكنهم كانوا مبتسرين، ولأنهم توائم، ومازال نموهم لم يكتمل بعد نظرا لأنهم ولدوا بالشهر الثامن، طلب الأطباء مني وضعهم في حضانة لمدة يومين، وبالفعل مكثت معهم لحين خروجهم معي، على أمل اكتمال نموهم ولتكتمل سعادتي بأطفالي وهم معافين.
"ولكن تفاجأت بعد اتقضاء اليومين، أن الأطباء يؤكدون أن الحالة الصحية لأطفالي تستدعي مكوثهم في الحضانة أكثر من ذلك، وبقوا في المستشفى 18 يوما آخرين، وكل هذا لسحب مصاريف أكثر، وتلقيت اتصالا هاتفيا من إدارة المستشفى بأنه بإمكاني استلام الأطفال- حسبما قالت
لتتفاجئ الأم بالكارثة بوجود مادة بيضاء سائلة خرجت من عيني ابنتها "مايا" فتوجهت لطبيب عيون وتم فحص قاع العين لها، ليتبين إصابتها بضمور شبكية العين، نتيجة ارتفاع نسبة الأكسجين بالحضانة، وبنصيحة الطبيب توجهت إلى إخصائي عيون متخصص بالقاهرة ليؤكد الصاعقة بأن ابنتي فقدت بصرها، وعلى الفور تم فحص يوسف وملك، ووجدت يوسف قد فقد بصره، بينما العناية الإلهية تدخلت لتنقذ ملك، ولم تتعرض هى الأخرى لأكسجين زائد.
وتابعت غادة: صرت في حالة نفسية يرثي لها وتحولت حياتي أنا وزوجي لمأساة يعلمها الله، وترك زوجي عمله كمحاسب بالمملكة السعودية ليتفرغ لرعاية أبنائنا فحملهم ثقيل علي كاهلنا، وكان لابد من عقاب المهملين، فما كان خيار أمامي إلا إتخاذ الأجراءات القانونية، وتم تحريك دعوى قضائية ضد المستشفى التي دمرت بإهمالها الإداري والطبي حياتي أنا وزوجي وأولادي.
وجاء تقريرالطب الشرعي يثبت ماجاء في تقارير الأطباء حول فقد أطفالي الإثنين لبصرهم، وظلت القضية تنظر في المحاكم على مدار 3 أعوام،حتي صدر الحكم منذ عدة أشهر بصرف تعويض قدره 10 ملايين جنيه، واستأنفت المستشفي علي الحكم بفريق من المحامين، لكن قضاء الدولة كان عادلا وأكد على أحقيتنا بصرف التعويض كحق لأطفالي.
ومنذ صدر الحكم لصالح الاطفال، إلا أن المستشفى قررت المماطلة بعدم الدفع، وعدم الاكتراث بخطأهم الجسيم والذي دمر حياتنا، وقرروا الإستعانة بمحامي شهير لمساومتنا وإرهابنا من أجل التنازل عن القضية.
وقالت صاحبة الرسالة: سعيت وراء القضاء لأخذ الحق المدني والقصاص من الجاني، الذي دمر طفليّ، والله أعلم من سيؤذينا بعد ذلك، ومن أذتهم من قبل أطفالي ولم يتمكنوا في استرداد- ولو جزء- من حقهم، ووجهت نداء للجميع بجعل قضيتها قضية رأي عام؛ لأنها قضية مجتمع، تتكرر كل يوم.
فيما اختتمت حديثها الممزوج بالبكاء مين يستحمل كده: "بنتي بتقولي نفسي أشوف شكلك ياماما".. وابني رافض الواقع، لأنه مش قادر يعيش أعمي، بيتعالج نفسيا وأصبح عنيفا وعدوانيا".