الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

«الأمة العربية» الضائعة بين الاندثار وصراع البقاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الورطة التى تقع فيها الأمة العربية، أنها لا تعرف مدى الخطر الداهم الذى يواجهها، ليس من المخططات الخارجية التى تحاك ضدها فحسب، بل من تكسير العظام الذى تمارسه الأمة على كيانها بشكل هستيرى غريب!.
فمعروف أن كل حقبة زمنية لها خصوصياتها التى تختلف عن الحقبة التى سبقتها والتى تليها، ومع كل حقبة تاريخية تولد حضارات وتموت وتنتهى أخرى، وكل حضارة لها فاتورة تكاليفها باهظة، تدفع بطريقة مختلفة، فالبقاء دائمًا للأقوى والأقدر على الصمود.
والثابت أن الحضارة المستجدة تسحق ما قبلها، وتحاول طمس معالمه، وإنهاءه بكل ما تملك من قوة، فلا تستمر سوى الحضارة التى تجدد نفسها، وتتمسك بخصائصها التى قامت عليها، مثل الخصائص الإنسانية والمعرفية والعدالة والأخلاق وغيرها من الخصائص التى تجعل الآخرين يؤمنون بها وتجعلها تستمر لفترات طويلة مهما حدث.
واليوم تشهد الحقبة التاريخية التى نعيشها صراعًا قويًا بين الحضارات والثقافات المعاصرة، لم تمر الإنسانية بمثله من قبل، فهناك أمم لها طموح لن تتراجع عن استخدام أى وسيلة من أجل تحقيقه، مستخدمة كل ما تملك من قوى وترسانة عسكرية وإعلامية وثقافية، للوصول لحلم استمرارها وإفناء الآخر، عاملة على تطوير نفسها بجد واجتهاد من أجل المواجهة والانتصار على الحضارات التى تراها عدوة لها!
العالم كله مشغول بصراع «البقاء للأقوى» الذى أشرت إليه، فى حين لا ينشغل العرب سوى بالصراعات الداخلية التى هى أقل ما توصف به «حرب أهلية طاحنة» لو استمرت على هذا المنوال سوف تسوقنا إلى إفناء الذات، بدون أى مؤامرات أو مكائد خارجية.
فالعرب يقتلون بعضهم بعضًا، ويكيدون لأشقائهم، لدرجة أن هناك دولًا مثل العراق وسوريا، نجد فيها الجار يقتل جاره لخلافات إما مذهبية أو طائفية أو عرقية! 
العرب يشغلون أنفسهم بخلافات وهمية بينهم، كانوا يستطيعون التغلب عليها والعيش فى سلام بعيدًا عنها، متجهين لتطوير أنفسهم بالعلم والمعرفة والثقافة من أجل مصلحة الوطن والعالم العربى. 
فهم يتميزون دونًا عن باقى الكيانات المتحدة فى العالم، بأنهم يتكلمون لغة واحدة، ويعيشون فى منطقة واحدة، لهم نفس الخصائص والصفات، وشعوبهم ممتزجة ومتجانسة، وغالبيتهم يدينون بدين واحد، ومع ذلك نجد أن الخلافات بين الدول العربية موجودة عبر التاريخ، بل وزاد عليها فى السنوات الأخيرة الخلافات المذهبية الداخلية وكذلك الطائفية والعرقية!إن المشكلة الكبرى التى تعيشها الأمة العربية، أنها لا تقرأ التاريخ جيدًا، ولا تتعلم منه، بل تترك أمرها بيد غيرها، فهى تملك الثروات التى تجعلها فى مصاف الدول المتقدمة، وتمتلك القوة البشرية الهائلة، لكنها لا تملك العلم ولا تعمل به، وتترك أمرها بيد غيرها، وترفض أن تتحد، ولو فى موقف واحد فقط!
إن التاريخ سيذكر للعرب أنهم عندما اتحدوا انتصرنا جميعًا فى حرب أكتوبر عام ١٩٧٣، وأنهم من بعدها يعيشون حالة من الشتات، فهم يتيهون فى الأرض، كما حصل لليهود من قبل، كل دولة من الدول العربية تتقوقع على ذاتها، وتنفصل عن باقى الكيان العربى، هذا الانغلاق خطير، يدفعنا لأن نعيش حالة تمزق داخلية، الله وحده يعلم متى نخرج من هذه الحالة لنتحد؟ ومتى تنظر الأمة العربية لمستقبلها ومستقبل أولادها؟ لنصارع أقوياء من أجل البقاء.