في العهد القديم قال الرب لقايين "صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض الآن تكون ملعونًا في الأرض التي تشربت من دم أخيك الذي أرقته بيدك". قال ذلك بعد أن أنكر قايين معرفته بمكان أخيه هابيل، رغم أنه المتسبب في قتله، ليصبح أول قاتل في تاريخ البشرية.
هكذا الله يتسامح ويغفر ويحن، ولكن قسوته على مَن يسفك الدماء غير محدودة، ومهما زعم البعض بأنهم يسفكون الدماء من أجله إلا أن هذا غير مقبول ومرفوض وسيكون عقابًا شديدًا من الديان العادل، فكل مَن استخدم اسم الله للقتل سيجد الرد الحاسم، وكل مَن يظن أن ترهيب الناس وقتلهم لخدمة اسم الله أمر خاطئ وجريمة لا مبرر لها، سيدفع ثمنها الجاني كثيرًا.
الله -تبارك اسمه- خلق الإنسان على صورته ومثاله، إلا أن الإنسان تلوّث بصفات بشرية غير محدودة، وانتشرت الأنانية والعنف والكراهية، ولم يعد الحب يسيطر على الإنسان في تعاملاته مع أخيه الإنسان.
وفي عصرنا الحديث، تتخذ الجماعات المتطرفة من الدين ستارًا لأعمالها الشنيعة التي لا تتصل للدين بصلة، ولا علاقة لها بالله المحب والغفور وعالم الأمور، ومهما حاول البعض من استمرار الزج باسم الله في أفعالهم الدنيئة فلن ينجحوا أبدًا، وستكون لعنة قايين في انتظارهم.
الله يدعو البشرية للمحبة وعمل الخير، وحث الإنسان على معاملة أخيه الإنسان بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، ولم يدعو لعراك شعوب الأرض مع بعضها، وحتى حينما غضب من شرور الإنسان وغمره الأرض بالمياه ولعنها، وعد نوح بعدم تكرار ذلك ووضع علامة قوس قزح لتكون علامة الميثاق بين الله الخالق والإنسان المخلوق.
الأديان السماوية ترفض الإرهاب وتحرّم سفك الدماء، ففي الإسلام "مَن قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّمَا قَتل النَاس جمِيعًا ومن أَحياهَا فَكَأنّمَا أَحيا الناس جمِيعًا".
وفى المسيحية "سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه، لأن الله على صورته عمل الإنسان، فأثمروا أنتم وأكثروا وتوالدوا في الأرض وتكاثروا فيها".
