الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لا غول ولا حـاجـة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العلمانية.. 
يا نهار طين.. ده مصطلح سيئ السمعة
تمام زى الست اللى مشيها بطال
أو البنت مقصوفة الرقبة
حاضر يا سيدى عارفين 
كم الكراهية اللى أصبحت تاريخية ومتوارثة ومتراكمة ضد المصطلح ده 
والفضل أكيد للى ناضلوا سنين لإرساء الباطل باسم الحق. 
طب وبعدين.. نعمل إيه بقى.. نسميها سوسن؟ 
نضحك عليك يعنى ونمررها لك زى ما اتمررتلك مصطلحات تانية كتير بتلمع جابتك ورا. 
(الشريعة) اللى بقت بقدرة قادر الجزية وقطع ودن القبطى وحد الحرابة وحكم المفسدين فى الأرض.
(الإسلام هو الحل).. يعنى حضرتك تاكل وتلبس وتتعالج وتتعلم بكيس بلح زى بتاع فيلم كاراكون فى الشارع أو على الطريقة العصرية تاخدلك كام علبة زيت على كام كيس سكر يا سكر وتعتبر إن اللى حصل لك ده تغير عظيم. 
(الديمقراطية).. يعنى الصناديق وبس لكن صوت وغضبة الملايين فى الشارع دى مش ديمقراطية ده شغب وتسيّب وتمرد على النظام وكمان على الإسلام شخصيًا.
يعنى بالبلدى كده كفر وإلحاد والعياذ بالله.. ما لطفى السيد سقط فى التاريخ غير البعيد لما طلعت عليه إشاعة إنه ولا مؤاخذة ديمقراطى.. 
دلوقتى بقى لو انت علمانى لا تستحى.. فاحتمل ما لا تستطيع احتماله بدءًا بالتخوين والتكفير حتى الاتهام بنشر الأفكار الإلحادية الهدامة ومش بعيد عليك تهمة الفسق والفجور حتى الفعل الفاضح فى الطريق العام.
تخيلوا كده لو مواطن شال يافطة مكتوب عليها مثلاً مثلاً يعنى (أنا علمانى إذًا أنا موجود)، (أنا علمانى إذًا أنا إنسان)، (أنا علمانى إذًا أنا مصري)، (أنا علمانى إذًا أنا مسلم)..إيه اللى ممكن يتعمل فيه ومعاه. 
كل ده بسبب اللى شربونا آراء معلبة وحقنونا تحت الجلد بسم مضاد لكل ما هو حضارى ومتمدين.
تعرف إيه حضرتك عن العلمانية غير يمكن اللى قاله أردوغان إن تركيا دولة علمانية وإن العلمانية هى الوقوف على مسافة متساوية من الأديان وإنها فى الشرق تختلف عن مفهومها فى الغرب.
حضرتك خايف وقلقان ومتوجس من المصطلح كده ليه؟ 
مرعوب ومتوتر وكاره ورافض..
واحد حيقول لى أنا غيور على دينى.. وخايف على الإسلام أحسن يتبخر أو يتلاشى وكأن الإسلام مش بس هش قوى كده لأ ده زى شوية ميه حيخلصوا أو يتبخروا.
مسلمين عاشوا حياتهم كلها فى بلاد علمانية وظلوا يمارسون طقوسهم وشعائرهم، ومش كده وبس العلمانية حمتهم ومدنتهم أكتر بكتير من بلدانهم اللى عاملة زى بطرمان العسل اللى حضرتك بتغوص فيه وإيدك تتعاص منه وتبقى إنت شخصيًا كائن ملزق.
واحد تانى حيسأل وانتوا مالكم متبتين فى المصطلح ده كدا ليه..
ببساطة زى تمام إننا مطلبناش من حضرتك تغير اسمك أو اسم عائلتك أو اسم الشارع اللى إنت ساكن فيه أو اسم الست اللى خلفتك أو البنت اللى حبتها زمان أو حتى اسم قريتك أو بلدك أو اسم الدلع اللى كنت بتتنادى بيه وانت صغير..
هى كده يا سيدى.. ربنا خلقها كده.. اسمها (العلمانية).
غير حضرتك كرهك المجانى للمصطلح من غير ما تفهم معناه ولا حتى تبعاته.. ولو معرفتش.. اشترى مرهم ضد الحكة أو الأرتيكاريا اللى بتصيبك أول ما تسمع كلمة (علمانية) وتبتدى تهرش.. عالج جلدك بأشعة الليزر لتحميك من الفسافيس اللى بتظهر على سطحه أول ما تقرا كلمة (علمانية)... إلبس حفاظات إن استطعت.. تحميك من أعراض التبول اللاإرادى لما تسمع حاجة من الفكر العلمانى اللى بيحمى حقوقك كمواطن وإنسان.
حتقولى إيه التعالى ده.. حرد على حضرتك وأقولك وهو فيه تعالى أكتر من رفضك لبنى آدمين ورؤى وأفكار ومكتسبات حضارية عمرها سنين لمجرد إن عندك حساسية وكره مجانى لمصطلح بتجهل معناه.
طب والحل.. 
ببساطة خليك فخور وغيور على دينك ما شئت وما استطعت، وخلى غيرك كمان فخور وغيور على مكتسبات الحضارة الإنسانية اللى عمرها من عمر الحجارة اللى مالية دور العبادة واللى مالية كمان حيطان بيت جدك.. سيب الخلق للخالق.. سيب الأفكار تتطير.. تغدو خماصًا وتعود بطانًا.
سيب من أراد التحليق أن يحلق.. عله يصل أو يا سيدى يحصل ابن فرناس.. سيب السمان فى حاله ما السما مليانة حدادى وصقور.. يعنى جت عالعلمانية.. سيب الجمال والألق والطبيعة اللى مش حتبطل دلع.. تنمو وتزدهر. 
حتقول لى وإيه دخل كل اللى بتتكلمى عنه ده فى العلمانية.. دى نقرة ودى نقرة.. حقول لك لا يا صاحبى.. هى نفس النقرة والدحديرة اللى دحدرتنا وراها وجواها سنين من غير ما نعرف إننا بنحارب خلاصنا وبنموت أجمل ما فينا وبنحرق كمان مراكبنا اللى ممكن تقلنا وتنجينا.. وكل ده طبعًا بجهل استثنائى وبعشق عجيب للأصولية وما ألفناه أو جعلونا نألفه وهو لا يؤلف أصلاً وضد نظرية الألفة من أساسها.
حتقول لى طب ما تحكى لنا يا أم العريف عن العلمانية كده شوية.. ياللا سمعينا أحلى كلام.. حقول لك لو أنا من أنصار الضحك على الدقون كنت عملتلك فيها (الداعية).. ولو أنا من بتوع شعبى أهلى وناسى حبايبى أنا واحدة منكم كنت رشحت نفسى فى أى حتة من اللى بيترشحوا فيها اللى بيترشحوا.. ولو أنا من أنصار السحر والشعوذة كنت عملتلكم على فضائية خاصة برنامج (سحر العلمانية).. ببساطة مش حدى لحضرتك حقنة تحت الجلد ولا فى العضل.. اختشى.. ولا حديك أكيد علبة تشربها وأقولك بالشفا.. ذاكرلك حبتين يمكن ينفعوك.. بس الأكيد إنى بطمنك وأقولك إن العلمانية تلاتة بالله العظيم تلاتة لا غول ولا حاجة.