قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اتفاق وقف
إطلاق النار في سوريا المبرم بوساطة روسية تركية، والذي دخل حيز التنفيذ الجمعة،
يبدو متماسكاً في معظم المناطق السورية رغم نيران القناصة التي أطلقت بمنطقة واحدة
على مشارف العاصمة دمشق، وأدت إلى مقتل شخص واحد.
وقال رئيس المرصد المعارض، رامي عبد الرحمن، الذي
يتخذ من لندن مقراً له: "قتل شخص واحد بنيران القناصة في منطقة الغوطة
الشرقية، وهذا أول ضحية مدنية منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل 17 ساعة".
وأضاف أن موجة جديدة من القصف استهدفت أيضاً مناطق
في الريف الشمالي لدرعا جنوبي البلاد، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص.
خروقات
ولكن رغم الخروقات، شدد عبد الرحمن على أن الهدنة
بدت متماسكة في معظم المناطق في جميع أنحاء سوريا.
وتابع المرصد أن اشتباكات اندلعت في وقت سابق من
الجمعة، بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في منطقة وادي بردى قرب العاصمة دمشق.
وحسب المرصد، شارك في هذه الاشتباكات مقاتلون من
جبهة "فتح الشام"، المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة سابقاً، التي كانت
تعرف باسم "جبهة النصرة".
وتم استبعاد جبهة "فتح الشام" وميليشيات
تنظيم داعش المتطرف من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في منتصف ليل الخميس
الجمعة.
وأكد المرصد السوري أنه في أعقاب اشتباكات الجمعة،
قصفت طائرات الحكومة وادي بردى، الواقع إلى الشمال الغربي من العاصمة. ولم يبلغ عن
وقوع إصابات.
وصرح عبد الرحمن أن: "النظام السوري قال إن
وادي بردى ليس جزءاً من وقف إطلاق النار. النظام يعتقد أن جبهة فتح الشام تقطع
إمدادات المياه إلى دمشق، وقال إنه لن يتسامح مع هذا"، وهو اتهام نفته
المعارضة.
وتعد الينابيع في وادي بردى وعين الفيجة القريبة،
هي المصادر الرئيسية للمياه بالنسبة للمقيمين في دمشق وحولها.
من جهتها قالت الأمم المتحدة إنها
"قلقة" إزاء حرمان 4 ملايين نسمة في دمشق والمناطق المحيطة بها من
إمدادات المياه الرئيسية منذ 22 ديسمبر الجاري.
وقال أبو محمد البرداوي، وهو ناشط من وادي بردى،
إن النظام شن أكثر من 20 غارة جوية على المنطقة الجمعة.
وذكر البرداوي في رسالة عبر تطبيق "واتس آب"
إن المقاتلين الموالين للنظام من حزب الله اللبناني المتحالف معه يحاولون اقتحام وادي
بردى بالقرب من الحدود اللبنانية.
وكتب المتحدث باسم جبهة "فتح الشام"،
حسام الشافعي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تليجرام) أن المجموعة
"لم تحضر، أو تتفاوض، أو توقع على اتفاق لوقف إطلاق النار".
وأضاف الشافعي "وقف إطلاق النار هذا لم يتطرق
إلى وجود الميليشيات الإيرانية والاحتلال الروسي ... الحل الوحيد هو إسقاط النظام
السوري الإجرامي بالعمليات العسكرية، وأي حل سياسي يحافظ على أركان النظام الحالي
يعتبر خيانة للثورة المباركة التي بدأت منذ 6 سنوات".
وفي أماكن أخرى في سوريا، أطلقت قوات النظام،
الجمعة، قذائف على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الجزء الجنوبي من محافظة
حلب، شمالي البلاد، وفقاً لما أورده المرصد.
احتجاجات
وأفاد ناشطون بأنه في استفادة من الهدوء الناتج عن
الهدنة، خرج المحتجون المناهضون للحكومة إلى الشوارع، الجمعة، في بعض المناطق التي
تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
ودعا المتظاهرون في محافظة إدلب شمال غربي البلاد
الجماعات المتمردة للتوحد والقضاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار المرصد إلى أن مظاهرة مماثلة خرجت في بلدة
تلبيسة في ريف محافظة حمص وسط سوريا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف
الرئيسي الأسد، أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار أمس الخميس.
وقال بوتين إن روسيا وتركيا وإيران ستضمن تنفيذ
الاتفاق.
فيما أكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في وقت
سابق من الجمعة، أن الهدنة في البلاد بين القوات النظامية والمعارضة تسود في 90%
من المناطق التي يشملها وقف إطلاق النار.
وأوضح عبد الرحمن أن الهدوء يسود معظم المناطق
التي يوجد بها معارضة مسلحة بعد 18 ساعة من سريان الهدنة منتصف الليلة الماضية.
وتهدف الهدنة التي تمت برعاية روسية تركية لتمهيد الطريق لجولة مفاوضات جديدة يتوقع لها نهاية يناير (كانون ثان) في العاصم الكازاخية أستانة.