الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

روديارد كبلنج.. رجل الأدغال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"خيانة المرأة التي أحبها.. لا يساويها إلا وفاء المرأة التي تحبني"، جملة من أبرز كلمات جوزيف روديارد كبلنج، أشهر الشعراء والروائيين والقاصّين وكتاب الأطفال البريطانيين في العصر الحديث، كما أنه واحدًا من أكثرهم إثارة للجدل والتباين في التقييم حتى الوقت الحاضر، فوصفه الكاتب هنري جيمس بأنه "واحد من أكثر العبقريات كمالًا".
ولد روديارد عام 1865 في بومباي في الهند التي كانت حينها مستعمرة بريطانية، وعندما بلغ كبلنج الخامسة من عمره -كما جرت الأعراف في ذلك العصر- أرسله والداه مع أخته الصغيرة إلى الوطن ليدرسا ويعيشا في كنف أسرة عانا الأمرين من قسوتها، ليدخل بعدها مدرسة خاصة بإعداد الضباط، غير أن صعوبة أوضاعهم المالية اضطرته إلى العودة إلى الهند وهو في السابعة عشرة ليعمل محررًا في إحدى الصحف المحلية في لاهور حيث عمل بمثابرة عجيبة.
وفي عام 1886 نشر أولى مجموعاته الشعرية وفي العام نفسه سمح له بنشر قصصه القصيرة في تلك الصحيفة لينطلق بعدها في عالم الكتابة وليصبح في غضون فترة قصيرة واحدًا من أكثر الكتاب غزارة في الإنتاج، ومن مؤلفاته:" قصيدة لو، البحار السبعة، عمل اليوم، على سور المدينة، القواد الشجعان".
وكان كبلنج عاشقًا مهووسًا بالسفر فكان يجوب مختلف النواحي في آسيا وأوربا وأمريكا وأفريقيا، غير أن الهند حظيت بحصة كبيرة كمكان لأحداث قصصه وروايته ومنها رائعته كتاب "الأدغال" التي تعد واحدة من كلاسيكيات أدب الأطفال العالمي، والذي صدر باللغة العربية عن المركز القومي للترجمة، للمترجمة إيزابيل كمال، ومراجعة الكاتب الكبير يعقوب الشاروني.
وحاز كبلنج عام 1907 على جائزة نوبل للآداب ليكون أول إنكليزي يحصل عليها وأصغر من يمنح هذه الجائزة، كما رشح عدة مرات لنيل لقب الفارس وشاعر البلاط غير أنه اعتذر عن القبول.
انتشر الكثير من الشائعات حول وفاته وهو حي يرزق، ومن الطريف أن إحدى المجلات قد نشرت نعيه قبل يومين من وفاته فما كان منه إلا أن يكتب إليها قائلا: لقد سمعت للتو بأنني ميت، لا تنسوا إلغاء اشتراكي في مجلتكم.
كتب كبلينج حتى أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، لكن بوتيرة أقل وبنجاح أقل بكثير من ذي قبل، ومات كبلينج بسبب ثقب في الإثني عشر في 18 يناير1936، وأُحرق جثمان كبلينج في محرقة جولدريس جرين شمال لندن، ودفن رماد جثته في ركن الشعراء.