«تفترش الأرض.. تضع ابتساماتها على كفة الميزان فوق الوزن لترضي الزبون.. تقف على عكازياها رغم حمولها احتراما للرزق.. ورغم أن كل ما في جعبتها يبكي إلا أنها تصر على الضحك والتفاؤل».
عزيزة ابنة إحدى قرى محافظة القليوبية.. والتي لسنوات عملت بائعة في موقف «شبرا الخيمة» لتسد نفقات تعليمها حتى تخرجت من كلية الدراسات الإسلامية، وظنت أن الحياة ستتغير، وبدلا من الجلوس على «فرشة» في الشارع، ستجلس على مكتب إن لم يكن بشهادتها الجامعية، فبشهادة الإعاقة لديها، لكن أحدا لم يرى عزيزة، وأحدا لم يقرأ خطابتها للرئاسة ولكل المسئولين، لم تكل وظلت تبحث وتطرق كل الأبواب حاملة معها كل أوراقها لكن دون استجابة.. حتى بدأت تيأس بعد آخر محاولة وقالت عنها: «لا لقيت مفيش فايدة من الجوابات والفاكسات وتقديم الورق.. قلت أروح للمحافظ.. حاولت أقابله معرفتش.. فبقيت استنى قدام المحافظة يمكن تصادف وأعرف أكلمه، وفي مرة كان نازل فروحت عليه وشاف إني ماشية بعكازين وأتعجب إن معايا شهادة جامعية، ووقع لي على طلب للقوى العاملة في بنها بإيجاد فرصة عمل، قلت فرجت.. رحت القوى العاملة قالولي روحي المكتب اللي إنتي تابعة له.. ومن مكتب لمكتب لمكتب.. قالي آخر موظف مفيش فرص دلوقتي هنبعتلك إن شاء الله.. قلتله ده المحافظ موقع بتعييني.. ولو بمكافأة أو عقد أو أي شغل.. قالي سيبك من التأشيرة.. ده كله بيمشي بالحب يا عزيزة.. شوفيلك واسطة أو حد ياخد فلوس ويعينك بعقد في أي مكان.. قلتله حتى الواسطة وصلت للمعوقين.. هو أنا لو معايا واسطة ولا فلوس كنت قعدت في الشارع.. ءأقولك سيبها على الله.. خرجت من عنده مخنوقة وقلت خلاص كده مكتوب عليا أرمي الشهادة وأفضل بياعة على فرش طول عمري.. بس بياعة بشهادة.
