الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت..كلمات ضد اللكمات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الكلمة الحرة لحظة جمال، ومهر تحضر، ومقدم نهضة حقيقية.
الكلمة الحرة عصفور طليق يمسح قبح الوطن، وينثر عطور المحبة.
الكلمة الحرة وطن، والكلمات المختنقة غربة. الكلمة الحرة سيمفونية لبيتهوفن، والكلمة الخائفة حشرجة موت. الكلمة الحرة ربيع يطل، والكلمة المرتبكة نهار يأفل.
أقول ذلك والإرهاب المتأسلم يعد قوائم الموت للأقلام الناقدة، والأعلام الناقمة، والأدمغة الملهمة. كما اغتالوا جميلنا الأنقى الحسيني أبو ضيف وهو يوزع بسمات الأمل على شباب الحرية، يتوعدون غيره بالغدر والرصاص.
وكما ترصدوا الكاتب المعارض إبراهيم عيسى بالسحل، وهددوا الإعلامي وائل الإبراشي والمذيع يوسف الحسيني بالموت، وأرهبوا هالة فهمي وبثينة كامل ومحمود سعد وعلا الشافعي بالبلاغات والدعاوى القضائية، فإن حالة الحصار على الأقلام تتكثف كي تقصفها، وحالة التربص بالميكرفونات تتصاعد كي تسكتها، وحالة الترصد بالعصافير تتزايد كي تهجرّها من مصر.
في نظرهم المعارض ملعون، والمختلف مرجوم، والكاتب الحر فوضوي، وصاحب الرأي عميل، والمنتقد فلول.. هكذا يشيعون ويكتبون وينشرون، في بلد يزيد فيه الأميون عن ثلث سكانه.
يفتينا المتأسلمون بكفر كل معارض لرئيسهم، والذي لم يكن لحظة واحدة رئيسًا للمصريين. يمارسون إرهابًا ماديًّا ونفسيًّا ضد الرافضين للاستفتاء الفوقي، والإعلانات الاستبدادية التي تخط في مكاتب جماعة غير شرعية، وتدفع لرجل وضعته الأقدار على رأس السلطة التنفيذية لينطقها.
يكتب أحد أدبائهم، هو الدكتور حلمي القاعود، مقالاً عن معارضي الرئيس والإسلام يقول فيه إن الفاسدين جندوا كبار الأدباء والمثقفين والمفكرين للكتابة والعمل ضد الإسلام. بأقلامهم ينقلب الضحايا إلى جناة، وفي صحفهم يتحول الأحرار إلى فاسدين.
أي استغفال وأي تحريض بتلك الكلمات على الجهاد ضد المثقفين أعداء الإسلام واقتلاعهم.
وينقل لنا موقع «إخوان أون لاين» حديثًا لصفوت حجازي يقول فيه إن انتقاد الرئيس مرسي دونه قطع الرقاب.
ويقسم اللا شيخ، المسمى عبد الله بدر، في اتصال هاتفي مع قناة الحافظ، بأنه سيسحل إبراهيم عيسى ووائل الإبراشي؛ لتجرؤهم على الإسلام.
لا ندري أي إسلام يتحدث عنه هؤلاء.. فلقد سرقوا عباءته، ونصّبوا أنفسهم متحدثين باسم السماء، لكن لا صكوك معهم، ولا تفويضات من رب العزة بذلك.
سنلاحقهم بالكلمات، وسنطاردهم بالحقيقةن وسندهشهم بفضائحهم. سنواجه لكماتهم بكلماتنا، فالكلمة أقوى وأبقى وأعظم من اللكمة، وأكثر تأثيرًا وأعظم أجرا.
لا اتهامات التخوين، ولا صرخات التخويف، ولا لافتات التكفير يمكنها أن تحجز نيل الكلمات. كان فولتير يقول للمختلفين معه في الرأي إنه على استعداد أن يدفع رأسه ثمنًا كي يقولوا آراءهم، لكن رجال الإرهاب المتأسلم على استعداد أن يدفعوا أرواحهم ثمنًا لنصمت.
أنا لا أكتب، بل أنزف، كما يقول الشاعر الكبير محمد الماغوط، فعودة الإرهاب تخنق أحلامي بالوطن السعيد، وأجدني حزينًا وأنا أكرر عبارة لويز ميشيل الشهيرة: “,”كل قلب يدق من أجل الحرية له رصاصة تقضي عليه، وأنا أتساءل: أين رصاصتي؟“,”.