الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

2016 بداية انحسار السلفيين.. وتأخر "النور"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساعات قليلة وتطوى صفحات عام 2016 والذى يُعَدّ فى تقدير البعض من الأعوام الصعبة على العالم أجمع نتيجة الأحداث الدموية التى وقعت خلاله، فأبناء وقادة الدعوة السلفية بالإسكندرية، كان لهم نصيب الأسد لأول مرة منذ ثورة 25 يناير 2011، فقد شهد 2016 اختفاء جماعيًّا لبعض "المهاترات" كما يحلو للبعض تسميتها ممن هاجم التيار السلفى، والطلقات الإعلامية الفارغة التى أحدثت بلبلة وأثارت الكثير من اللغط، كما يصفه البعض بأنه بداية انكسار التيار الإسلامي السياسي في مصر.
من ثاني أكبر حزب سياسى إلى القاع
بدأ هذا العام بتذوقهم مرارة الخسارة فى انتخابات مجلس النواب، حيث قدّم حزب النور الذراع السياسية للتيار، العديد من التنازلات للذوبان فى المشهد السياسي، ومن ثم الفوز بمقاعد فى البرلمان، لكن جاءت نتائج الانتخابات مخيِّبة لآماله، لم يحصل سوى على 12 مقعدًا من أصل أكثر من 200 مرشح، ومع ظهور تلك النتائج المخيِّبة خرجت قيادات الحزب عن صمتها، فقال ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية المنبثق عنها الحزب: إن "الرئيس عبدالفتاح السيسي سابنا (تركنا) نُضرَب وتُشوَّه صورتنا".
وظلّت هذه الصدمة ملازمة للسلفيين فعاش عامًا حزينًا فلم يستطع أحد منهم الحديث عن أنهم أكبر حزب ومِن حقهم التمثيل الدبلوماسي، وانعقد مجلس النواب لأول مرة منذ ثورة 30 يونيو، فلم يكن لنوابهم أي مشاركة حقيقية تُحسَب، حيث اندمج الأعضاء في المساعدات العينية للمواطنين في دوائرهم للبعد عن الصدام مع الدولة المصرية؛ خوفًا من تحويلهم إلى مؤسسة إرهابية.

اختفاء كامل لـ"برهامي"
عاش الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، والمهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث باسمها، ثلاثة أعوام وهم أبطال الشاشة الإعلامية بين حديثٍ هنا، ولقاءٍ هناك، بعد الفتاوى والأخبار التي كانوا بين الحين والآخر ينشرونها بغرض الشو الإعلامي، وتبني خطاب ضد الدولة المصرية ودعوة تدعو للتكفير والعنف.
لكن خلال هذا العام ومع مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي المؤسسات الدينية بضرورة تجديد الخطاب الديني، اختفت المدارس الأولية للفكر التكفيري والذي خرج عنه كثير من الشباب أصبحوا الآن هم عصب الإرهاب في مصر، كعادل حبّارة الذي اعترف بذلك أثناء التحقيقات معه، ولهذا كان أحد أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف عدد كبير من الشباب عنهم، ووضع الدولة خطابًا دينيًّا ومنع كل من يتبنى الفكر الإرهابي في خطاباته.
عودة موقع صوت السلف بعد تلقيحه
في مطلع مارس الماضي أعادت الدعوة السلفية، جناح الدكتور ياسر برهامي، بث موقع صوت السلف الموقع الرسمي للجماعة، بعد توقف مفاجئ دام عامين ونصف العام، دون أسباب معلَنة، وبحسب مصادر قالت إن عودة الموقع جاءت بعد مسح الدعوة السلفية عددًا من الفتاوى التحريضية والتي كانت على الموقع واختفت بعد عودته.
التشكيك في أسباب غياب صوت السلف يعود بالأساس إلى المواقف التي اتخذتها الدعوة السلفية وجناحها السياسي حزب النور تجاه الأوضاع في مصر، في أعقاب ثورة 30 يونيو. خاصة أن عددًا من الرموز الإسلامية اتهموا مجموعة الشيخ برهامي بمخالفة آراء وفتاوى سابقة لهم كان يحفظها الموقع من بين محتواه، معتبرين أن الموقع في ثوبه الجديد مناسب لكي تعرض فيه الجماعة ما يصفونه بـ"فتاوى المرحلة الراهنة". وقبل توقفه وتحديدًا في أغسطس 2013 نشر الموقع فتوى للشيخ برهامي بحُرمة النزول إلى الشوارع للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي "حقنًا للدماء ومنعًا للفوضى".
واكتفت الدعوة بالرد على المشككين فى الكلمة الافتتاحية للموقع والتى ألقاها برهامي المشرف العام بمناسبة عودة الموقع، وأرجع سبب التوقف إلى عوامل "قهرية" ومحاولات إسقاط تعرَّض لها الموقع ما دفعهم إلى العمل على توفير الحماية له.

التحول إلي جمعية خدمية
مع كل حادث أو كارثة تقع على الشعب المصري، حاول الحزب والدعوة السلفية استغلاله وتطويعه لأغراضه الدعائية، فمع الكارثة التي مرت على أهالي الإسكندرية مطلع العام الحالي، بدأ أعضاؤه النزول إلى الشوارع وتقديم المساعدات، كل ذلك من أجل التقاط عدد من الصور لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، لتوهم الشعب بأنها تسعى لخدمة الشعب ليس للمناصب.
وعادت مرة أخرى الجماعة إلى الشو الإعلامي، مع أزمة السيول التى اجتاحت مدينة رأس غارب، ودشنت عددا من الحملات لتجميع المساعدات المادية للمتضررين وبهذا تحولت الدعوة السلفية من جمعة دينية إلى جمعية خدمية مستغلة الدين.